د.عبدالعزيز العمر
يذكر تاريخ تعليمنا أن بعض معلمينا الأفاضل في السنوات الأخيرة كانوا ولا زالوا لا يرون أهمية حضورهم إلى مدارسهم طالما غاب طلابهم. فهم يتصورون -للأسف- أن حضورهم لمدارسهم مرتبط فقط بحضور طلابهم، وهذا خلل واضح وقصور بين في فهم بعض المعلمين لطبيعة عملهم ولتحدياته. إن وقوف المعلم أمام طلابه ومحاورتهم ومناقشتهم وإثرائهم بالمعرفة والمهارات والقيم لا يمثل سوى أحد جوانب عمل المعلم الجاد المبدع. هناك بالطبع مهام غير تدريسية (Non-teaching duties) التي يجب أن يؤديها المعلم لكي يستكمل دوره المفصلي بشكل مميز. في الدول المتقدمة يخصص المعلم نصف وقته اليومي في مهام غير تدريسية. تذكروا أنه عندما حاول بعض مسؤولي تعليمنا السابقين تكليف المعلمين بأعباء مهنية غير تدريسية خارج فصولهم (ضمن دوامهم اليومي) ثارت ثائرة بعض المعلمين ووجهوا نقدهم اللاذع نحو من كان وراء مثل هذا التوجه. من المؤكد أنه إذا اقتصر دور المعلم على الوقوف أمام طلابه والتحدث إليهم فسوف يكون عمله مبتورًا وهزيلاً. هنا نسأل: ما المهام المطلوب من المعلم أن يؤديها خارج جدران فصله؟ إليك طرفًا منها: التخطيط والإعداد والتجهيز لدروسه في ذلك اليوم، تقديم دعم مهني لزملائه المبتدئين، تقديم الدعم لإدارة مدرسته، المشاركة في أنشطة المدرسة ولجانها، وفي تقديم ورش عمل داخل مدرسته، وتقديم مساعدة ودعم إضافي للطلاب.