د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
يبدو من خلال مجريات الأحداث أن التقويم الدراسي يلزمه إستراتيجية شاملة، لارتباطه الوثيق بكل ما يدور في أروقة المنشآت التعليمية، وبكل ما يحقق البدايات الجادة والنهايات المنتجة؛ ولارتباطه الأكيد بالتحصيل الدراسي المتفوق. ونتفق أن معالي وزير التعليم أصدر قراره الاستثناء في الأسبوع الماضي المتضمن تعديل عودة الكوادر المدرسية إلى ما بعد الحج؛ ومعاليه قد عُلِّمَ منطق التعليم، وسبرَ أغواره». وأحسبُ أن التقويم الدراسي المعمول به الذي سوف تُنهى بموجبه السنة الدراسية الحالية وتسير بموجبه قادم السنوات لم يُحاك نسيجه على مقاسات المقررات التدريسية الملأى التي يلهثُ المعلمون لتجريعها للطلاب! وأحسبه كذلك لم يحظ بالدخول إلى دهاليز العجز والاحتياج ليعي القائمون عليهما أن عدم توجيه المعلمين للمدارس لتسديد طوابير العجز من خوارم انسيابية التقويم الدراسي. وأجزم أيضًا أن صيانة المدارس وعقابيلها لم تحظ بنظرة ثاقبة من مفردات التقويم الدراسي لترى مستوى النظافة والصيانة المؤلم في واقع الحال! كما تتراءى أمامنا ردود الفعل حول تأخير تسليم الكتب وربما طباعتها في بعض الأحوال؛ وكذلك شبح مركزية القرار في أبسط متطلبات الحياة المدرسية الكريمة؛ تلك المركزية التي ما زالت تقف حاجزًا منيعًا أمام الالتزام بالتقويم الدراسي المعتمد دونما الإخلال بزمن التعلم؛ وما فتىء النقاش حول واقع التعليم في بلادنا وقصر يومنا الدراسي وفقدان الزمن المقدس داخل الفصول الدراسية لتنفيذ متطلبات قد لايستهدف جُلّها عقول الطلاب؛ كما أن الواقع يثبتُ أنه تضاءل بسبب ذلك الازدحام المدرسي المردود التعليمي إضافة إلى كثرة «الماركات الملونة! وتعدّد المرجعيات؛ فلا نعلم من القاضي!؟ وأين تكمن حقوق الطلاب الموجودة والمفقودة في الوقت ذاته؟ فلو تتبعنا العقابيل التي تحيط بواقع المدارس في بداية العام الدراسي لأيقنا أن التقويم الدراسي في صيغته الحالية بات حصارًا آخر لأوقات المدارس؛ كما أنه يفقد واقع المدارس التوازن الذي يحقق متطلبات بل وأهداف التعلم الصحيح الذي يجب أن يأخذ زمنه ليستوي على سوقه ويعجب (الزُّراع/الطلاب) وأنه لابد من ديباجة جديدة تقوم عليها إستراتيجية بناء التقويم الدراسي تتكىء على أدق تفاصيل متطلبات المعرفة؛ وتنطلق من مصفوفات التشكيل المدرسي البشري والمادي، وكم تتوق المدارس إلى التقويم الدراسي الذي يُعنى بالتخطيط لمواسم غرس المعرفة والخطيط لأوقات ريِّها؛ والتخطيط لزمن حصادها. وليت وزارة التعليم تنتهج أسلوبًا جديدًا في تحديد أزمنة التقويم الدراسي يستند إلى ظروف البيئات الجغرافية والمناخية كما في المناطق الحدودية والوعرة وذات الطقس شديد البرودة أو الحرارة؛ وصياغة أخرى تستند أيضًا إلى ظروف الزمان والمكان مثلما هي الظروف البيئية الحجازية في مواسم الحج،،،،
نعم يحتاج الطلاب إلى الزمن الحر الذي لا تستلبه حدود التقويم الدراسي؛ ذلك الزمن الذي تملكه المعرفة وتمنحه للمتعلمين ليتمكنوا من حيازة مفاتيح الأبواب المغلقة، وهي حزمة ذهبية تتصدرها أدوات التفكير واستنطاق المشكلات لاستيلاد الحلول، وتحدي الأنماط البالية، وامتلاك القدرة على مزج المعرفة مع الوعي بحاجاتهم في الحياة ليتحقق انفتاح العقل والرغبة في التعلم والاكتساب والانتصار على الضعف وتقدير المعرفة الشاملة (الثقافة).... وختامًا, بضاعتي ليست مزجاة فأرجو تفقدها ممن يهمه الأمر،،،