في فجاج السّرِّ أو في العَلَنِ
رَعَوِيٌّ في المواجيدِ نَشَا
أَيُّها الوجدُ الذي يَملَؤُني
منذ أن كنتُ صَبِيّاً دَهَشَا
لي حبيبٌ حُبُّهُ يأخذُني
أبدًا منّي إلى حيث يَشَا
هو مَحْيايَ وإن لم يَحْبُني
وِردُهُ إلا الجَوَى والعطَشَا
كلّما ناديتُهُ راوَغَني
آهِ لو يُدرِكُ ما بي ذا الرِّشا
في مَنافِيهِ اصطَفَى لي وَطَنِي
مُسْتَجِيبًا لِدَعَاوَى مَن وَشَى
هل دَرَى ظَبْيُ التّجَنّي أنَّني
مَن بِصَهْباءِ سِواهُ ما انتَشَى
لم يُقَصِّرْ، لم يُسَوِّفْ، لم يَنِ
خَطْوُ قلبٍ كم لِلُقْياهُ مَشَى
فلماذا - يا تُرَى - يَهجُرُني
وهو منّي ساكنٌ كلَّ الحَشَا
أيُّها السَّارقُ - دومًا - مَأمَنِي
إنَّهُ السِّرُّ - بِرغْمي - قد فَشا
لم يَعُدْ يعرفُ طَيْفَ الوَسَنِ
جَفْنُ صَبٍّ بالتَّباريحِ احْتَشَى
هكذا حالُكَ يا ابْنَ الشَّجَنِ
كُلَّما الليلُ دُجَاهُ أَغْطَشَا
ثُمَّ ما تفعلُ - يومًا - «لَيتَنِي»
لِجَوٍ قد حَلَّ فَقْرًا مُوحِشَا
بِسِواهُ السُّهْدُ - خِدْنًا - ما عُنِي
وبِهِ هَوْلُ النَّوَى قد بَطَشَا
** **
- محمد الشهاوي