د.عبد العزيز الصقعبي
منذ مدة قصيرة تناول عدد كبير من المغرّدين في تويتر القنوات التلفزيونية وافتقار التلفزيون السعودي لقناة تقدّم البرامج القديمة، وطرحوا مسمى قناة الطيبين، وقد سبق أن تحدثت عن ذلك أكثر من مرة، وما زلت أطالب بوجود قناة تقدم البرامج والمسلسلات التي قدمها التلفزيون السعودي في زمن سابق.
لأكن صريحاً قليلاً وأطرح وجهة رأيي حول ذلك، قبل عام تم إغلاق القناة الثقافية والقناة الثانية والقناة الاقتصادية وبعد ذلك تبعها إغلاق قناة أجيال للأطفال، ليكون البديل قناة «إس بي سي»، ومع بداية رمضان المبارك ستكمل هذه القناة عاماً كاملاً.
قبل أن أكتب هذا المقال وجهت سؤالاً شفوياً لكثير ممن أقابله من الأصدقاء والأهل عن متابعتهم للقناة الجديدة، وكانت النتيجة صادمة، حيث إن الغالبية للأسف لا يتابعون القنوات السعودية إلا عند صدور الأوامر الملكية، وكثير منهم ومنهن، لم تلفت انتباههم القناة الجديدة مطلقاً، بل إن بعضهم قال إنها صورة مشوّهة لبعض قنوات الدراما العربية.
وبعد ذلك، هل ما تم اتخاذه من قرار بقفل مجموعة من القنوات التلفزيونية وإحداث قناة بديلة صائباً، في رأيي المتواضع للأسف لا.
لذا أتمنى كما تم اتخاذ قرار بإحلال القناة الجديدة مكان القناة الثقافية، أن يكون هنالك قرار جريء بإحلال قناة تعنى بكل ما هو قديم، أسوة بقنوات ماسبيرو زمان المصرية والقرين الكويتية ودبي زمان الإماراتية، وأعتقد أن الهيئة ستوفر مبالغ كبيرة جداً، دفعتها وتدفعها وستدفعها لقاء مسلسلات غالبيتها ليست حصرية.
أعتقد أن جميع البرامج موجودة في أرشيف التلفزيون السعودي، ولو حاولنا أن تنذكر قليلاً بعض البرامج التي يتناقل الناس مقاطع منها، لوجدنا ما يغطي كل فترة البث، فمثلاً نتذكر برامج الراحلين - رحمهم الله جميعاً- مثل الشيخ علي الطنطاوي على مائدة الإفطار، وبرنامج الشيخ عبد العزيز المسند الذي كان قريباً جداً للناس بطروحاته الاجتماعية والدينية، والدكتور مصطفى محمود بطروحاته العلمية، ومجالس الإيمان وغيرها من برامج تقدم القائدة في الدين والدنيا، من جانب آخر هنالك رصيد من اللقاءات الثقافية والفنية والاجتماعية، من ذلك اللقاءات المهمة التي قدمها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، مع عدد من المفكرين ورجالات الدولة، وبالنسبة للدراما، فهنالك عدد كبير من المسلسلات بالذات المسلسلات التي دعمها التلفزيون السعودي لقاء مشاركة أحد الممثلين السعوديين، وبالطبع نتذكر الدكتور بكر الشدي - رحمه الله- والفنان خالد سامي، بالإضافة إلى مسلسلات كان لها الصدى الكبير أثناء عرضها، مثل «أصابع الزمن» للفنان محمد حمزة، وهنالك عدد كبير جداً من المسلسلات المحلية مثل «أبو مسامح أيام زمان»، غير «الإسكتشات» والمشاهد التمثيلة التي تقدم في مسارح التلفزيون وبعض البرامج، وبالطبع لا ننسى السنوات الأولى لمسلسل « طاش ما طاش» و مسلسل «خلك معي» للفنان محمد العلي - رحمه الله.
القائمة طويلة بالبرامج والدراما، وبرامج المسابقات، وبرامج المنوعات، أتمنى أن تكون موجودة، لأنه حتماً سيأتي من يعرف قيمتها، لأنها تمثّل جزء مهم من تاريخنا الثقافي والفني، لذا أتمنى من وزارة الإعلام، أن يكون لديها القرار الجريء، لتدشين قناة تعتمد على الأرشيف القديم، وأثق أنها ستسحب البساط من جميع القنوات.