محمد جبر الحربي
1.
اللهم كلما التقى «المثقفون» أعِنِ الثقافة..!
2.
أيها الغريب: نخلتُكَ الأولى واقفة على بعدِ التفاتةٍ.. فالتفتْ..!
3.
أليس من الجميل، مع الحروب، ومع المولعين بالقتل والشرّ والكفر، أنْ يعود المرء لطفولته، أوْ أنْ يترك للناس مجالاً ليعيشوا طفولتهم، وأنْ يكتشف كنوز جمالهم، فيتحول هو إلى جزء من هذا الجمال، ويغسل ما اعترى روحه من كمَد وقلق وخوف، تحاصره به قوى الشرّ التي لا ترتوي من الدماء، ولا تكتفي من قتل الحيوات، وحرق الأخضر واليابس، ونشر السواد على هذه الكرة الزرقاء.
4.
نحن بحاجة لمراجعة صادقة وطويلة بطول مشاكلنا بدءاً من التعليم والإعلام والتنمية والتدريب والسعودة والبطالة والدخل، والحقوق والحريات، والواجبات، مروراً بوضع المرأة عبر قائمة لا تنتهي بالعنوسة والطلاق.. هذا هو الإصلاح.. وذلك بالحوار، بالنقاش الواعي وليس بالتنظير المغلق، والجعجعة الفارغة، والإثارات الصحفية، وإثارة الفتن لحساب هذا التيار أو ذاك!
5.
لا تستقيمُ الحياةُ بدون الضوءِ الأول. والناسُ أجناس، ولفعل الضوء عليهم سحرٌ وأجراس. فالمشرقُ مع الفجر باسمٌ رافع الراس، والساحب قدميه الثامنة مهادنٌ يعلو أطرافه اليباس، أما صاحب العاشرة فقل أعوذ برب الناس، لا تقربه قبل رجوع الضوء إلى عينيه. أما الناهض مع الظهيرة فنسيانه أولى، فرهانك على مزاجه خاسر، لأنه لن يصفوَ إلا بعد انتهاءِ الدوام، هذا إنْ فعل.
6.
ظننَّ أنهنَّ فراشات، فأحرقتهنَّ الأضواء..!
7.
أشعر كالأرض بالخريف، وأنتظر الماء والمطر، أنتظر غيث السحابة والكتابة، فالماء الحياة، والكتابة ماءٌ وحياة، والقصيدة الحيّة ماء..
ولئن كان هنالك شعرٌ من تراب، وشعرٌ ينثر الموت والخراب..
فهنالك شعرٌ يهطل من غيم الروح، وسحاب الذاكرة..
شعرٌ هو الماء المعين والسلسبيل على هذه الأرض..
و(على الأرض ما يستحق الحياة).
8.
لا أحب أن يُطلقَ على القصيدة: نص.
فالقانون ينصّ، ونصه صريح ثابت، والشعر متحرك غير ثابت، فهو يحلّق ويحيل، ويمطر. لا اسمَ أجمل من قصيدة، وبيت شعر.. هذا بالطبع عندما تكون القصيدة قصيدةً، والبيتُ بيتاً من حبٍّ ودفءٍ وجمال.
والمرأة قصيدة، فنسميها قصيدة العمر، لكنها ليست بنص، ولا يمكن، أو من غير اللائق، أن نقول لها: تعالي يا نَصِّي..!
9.
الروعة والجمال والكمال..
كلمات نطلقها كأسراب الحمام، كلمات مُحبة نقولها أمام هذا العمل أو ذاك، أو لهذا المبدع أو ذاك، وهي مفردات فضفاضة تعني كل شيء، وقد لا تعني شيئاً، عدا أنها تنطلق من باب حسن النية والأدب، وقد يكون من باب حسن التخلص أيضاً.
10.
كلما ازداد إيمان المرء ازداد حب الخير فيه للناس والوطن، وكلما ازداد علمه ومعرفته ازداد تواضعه لأن لا نقص لديه، ولا قصور يدفعه إلى التعالي على الخلق، وكلما ازداد أدبه ازداد تأدبه، وحسن خلقه وحديثه.. لا ساء كل ما فيه..!