صدر للأستاذ عبد الجبار بن عبد الله الخليوي، روايتة السادسة بعنوان: «دويحس»، عن مكتبة المتنبي للنشر والتوزيع، وهي رواية تجمع بين التاريخ والخيال، أحداثها تدور في أواخر هجرات بعض العائلات النجدية إلى مشيخة الزبير في القرن الثالث عشر الهجري، (مطلع القرن التاسع عشر الميلادي)، تلك الهجرات التي ربطت بالفقر والقحط، وهما ليسا السببين الوحيدين، بل هناك أسباب أخرى، كما أن الرواية تحكي هجرة الشاب (منيع)، وكفاحه ومعاناته وما واجه من مصاعب صقلته، ليعود بعد ذلك (منيعًا) آخر.
كما رصد الراوي من خلال هذه الحقبة الزمنية، والامتداد التاريخي، عبر القرن الثالث عشر الهجري، العديد من مظاهر التحولات التي يأتي في مقدمتها ظاهرة (الرحيل)، وذلك من خلال تلك الأسر النجدية، التي اتخذ من نجد أولى منطلقات المكان الذي أشرع له أبواب ذلك القرن ليكون زمانانا مفتوحًا لا مغلقًا، على الكثير من تفاصيل الحكاية التي امتزجت فيها مشاهد الواقع التاريخي، بالخيال الأدبي، وبالسيريّ بالمحكي، ليظهر من بين كل هذه الثنائيات التي نسجها الخليوي، التحولات الاجتماعية بوصفها المقصد لمسير الأحداث، ووجهة سردها، حيث تظهر هذه التحولات المجتمعية من خلال بطل الرواية منيع، الذي أصبح منيعًا آخر، في رمزية دلالية على ما شهدته تلك الأسر النجدية المهاجرة إبان القرن التاسع عشر الميلادي، ليضع القارئ عبر هذه الرواية على شرفة من شرفات حركة الهجرات القديمة التي عاشتها العديد من الأسر النجدية خلال تلك الحقبة الزمنية.