أشير إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء في عددها رقم 16991 - صفحة 14، يوم السبت 1 شعبان 1440 هـ، الموافق 6 إبريل 2019 م، حول اسم قصر الحمراء (قصر الملك سعود بالمربع) باسم القصر الأحمر. والصحيح الذي لا جدال فيه أن اسم القصر الرسمي هو قصر الحمراء. أما القصر الأحمر فهو اسم شعبي، يُتداول من قِبل البعض. وما يؤكد هذه الحقيقة الدامغة لاسم قصر الحمراء هو صاحب القصر نفسه جلالة الملك سعود - طيب الله ثراه - في برقيته (المرفق صورتها) بتوقيع جلالته (سعود) برقم 5881 وتاريخ 1375/2/20هـ بشأن توجيهه - رحمه الله - لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميراً للرياض حول زيارة الأمير توا النمساوي وزوجته إلى مدينة الرياض للاطلاع على نهضتها وتطورها العمراني. ومن ضمن برنامج زيارة ذلك الأمير الاطلاع على عدد من المنشآت العمرانية التي ذكرها الملك سعود نصاً، ومنها (قصر الحمراء). كذلك يؤكد اسم قصر الحمراء ذكره نصاً أيضًا في قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 782 وتاريخ 1386/11/3 هـ حول ترميم القصر في ذلك العام (مرفق صورته). كما تؤكد صحيفة أم القرى الرسمية اسم قصر الحمراء بما نشرته من الأحداث والقرارات التي تمت في القصر. كما أنه يُعرف بقصر الحمراء لدى العديد من المخضرمين من سكان الرياض.
وما ذُكر حول اسم القصر الأحمر فهو الاسم الشعبي الذي يتشبث به البعض، ولنا أسوة بما كان يسمى به مستشفى الملك سعود الأول في حي الشميسي بالرياض؛ إذ درج العامة من الناس على تسميته مستشفى الشميسي، بينما الاسم الرسمي هو مستشفى الملك سعود الأول؛ إذ قد تم تغيير الاسم مرات عدة بتوجيه رسمي على مدى السنوات الماضية، وكان آخرها توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميراً لمنطقة الرياض بتغيير الاسم من مستشفى الرياض المركزي إلى مجمع الملك سعود الطبي، ثم صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بتسمية المجمع بـ (مدينة الملك سعود الطبية). كذلك صدر الأمر السامي الكريم رقم 2051/ب، وتاريخ 1430/1/28هـ، بتغيير اسم قصر الضيافة في الناصرية بالرياض إلى قصر الملك سعود للضيافة، واسم قصر الحمراء للضيافة في جدة إلى قصر الملك فيصل للضيافة.. فكل ذلك يدل على أن تغيير الاسم لأي منشأة ذات أهمية تاريخية يخضع لقرار رسمي من أعلى مستوى في الدولة - رعاها الله -.
أما قصر الملك سعود (قصر الحمراء) فلم يصدر أي توجيه بتغيير اسمه إلى القصر الأحمر. وحسبما اطلع عليه كاتب هذه السطور من عشرات المصادر الموثقة من وثائق وكتب قديمة وصحف وصور، فلم يذكر اسم القصر الأحمر فيها، أو في أي وثيقة رسمية، إنما يُذكر باسمه الرسمي الصحيح والمعروف (قصر الحمراء).
هذا القصر له قيمة تاريخية عظيمة؛ فالذي أمر ببنائه هو الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وسكنه الملك سعود - رحمه الله - ثم أهداه للتشريفات الملكية؛ ليكون قصراً للضيافة بعد انتقاله إلى قصر الناصرية الجديد عام 1376هـ. وفي نهاية ذلك العام أصدر الملك سعود أمره الكريم؛ ليكون مقراً للأمانة العامة لمجلس الوزراء. واستمر على مدى ثلاثة عقود حتى عام 1408هـ حينما انتقل المجلس إلى قصر اليمامة، ثم أقام فيه ديوان المظالم حتى عام 1423هـ.
ومن أراد معرفة المزيد من التفاصيل حول قصر الحمراء يمكن الاطلاع على كتابي (قصر الحمراء - قصر الملك سعود.. أحداث ووقائع)؛ ففيه كل ما يتعلق بالقصر من وثائق وصور وخلافها.
وليس خافياً أهمية المحافظة على هذا المَعْلم التاريخي، وعلى اسمه الجميل التراثي (قصر الحمراء). هذا هو المؤمل من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الموقرة التي تقوم بالإشراف على ترميمه وتحويله إلى مَعْلم يليق بمكانته التاريخية والسياسية والتراثية؛ ليكون رمزاً لبداية التطور العمراني الحديث لمدينة الرياض؛ كونه أول منشأة خرسانية تُبنى بالعاصمة عام 1363هـ/1943م.
ختاماً، من يرى أن اسمه الرسمي غير قصر الحمراء فليقدم وثيقة رسمية واحدة عكس ذلك، وتكون دارة الملك عبدالعزيز الموقرة الحكم في هذا الأمر؛ إذ هي جهة الاختصاص فيما يتعلق بتاريخ الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك البررة.
هذا ما وددت إيضاحه.. والشكر لكم على نشره في صحيفتكم الغراء.
** **
عبدالله بن محمد بن سليمان - الرياض