خالد بن عبدالكريم الجاسر
شريكان يوفران تكاملاً رأسياً كبيراً لرؤيتنا الوطنية 2030 بهدف استغلالهما قدراتهما الأساسية المُنتشرة عالمياً؛ ويُمكنهُما من بدء استثمارات مشتركة في نقاط تسويق دولية تحقق لهما أرباحاً طائلة تُحقيقًا للتنويع اللازم بالاقتصاد السعودي، وتقليص الاعتماد على الدخل من تصدير النفط الخام بزيادة القيمة المُضافة منه وزيادة المحتوى المحلي، بخطوة جريئة لعملاقي الاقتصاد الوطني «أرامكو السعودية» واستحواذها على 70 % من أصول شركة سابك؛ التي تُتيح شراكتها الجديدة مرونة أكبر لـ(أرامكو) للتوسع في عملياتها القادمة باستثمار ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط الخام مُباشرة دون تكرير لإنتاج عديد من المنتجات البتروكيماوية، مما يعني زيادة القيمة المُضافة للغاز والنفط الخام وزيادة دخل المملكة منهما.
ولتتكتم الأفواه الإعلامية الغربية التي تُشكك في عدم شفافية تلك الشراكة، بما يحملون من حجج واهية، تزيدنا صموداً وتقوي جبهتنا الداخلية والدولية، ولنحصر مزايا تلك الشراكة في نقاط عدة: أولاها، الخطوة تعطى القدرة لـ(سابك)، أن تتوسّع في استثماراتها المحلية والعالمية في أكثر من 50 دولة، ولديها مراكز ابتكارات في خمس مناطق جغرافية رئيسة (الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا، الشرق الأوسط، جنوب شرق آسيا وشمال شرق آسيا)؛ ولذلك تمتلك سابك نقاط قوة بارزة في قطاع الكيميائيات.
ثانيها: ضمان توفير الإمدادات اللازمة من القيم الأساسي لصناعات (سابك) من البتروكيماويات سواءً كانت من الغاز الطبيعي أو من النفط الخام مع توقع دقيق لمستقبل تسعير هذين اللقيمين. وهذا يُعطي التقييم الصحيح للشركة في حال ارتأت حكومة المملكة طرح جزءٍ من ملكية (أرامكو) للاكتتاب العام محلياً أو دولياً أو الاثنين معاً.
ثالثها: تتيح الصفقة أصولاً مالية مهمة جداً تعزز المحفظة الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة، وتُساعده على تنفيذ دوره كذراع استثمارية للرؤية 2030 بالاستثمار في كيانات ناشئة، تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة.
رابعتها: تعزيز الاتكال في الموارد البشرية المتنوعة، التي ستمكن الشركتين من تحقيق إستراتيجيات النمو المستقبلية، مستفيدين من الانسجام بين قطاعات الأعمال التي تشمل التسويق والتقنية والبحوث والتطوير والخدمات المساندة.
أخيراً: تكامل بل تناغم سيُتيح الاستفادة المتبادلة من تجارب عملاقين مُتراكمة عبر عقود عديدة مضت، بما يجعلهما أكثر كفاءة وإنتاجية، تسهم في نمو صناعات تحويلية جديدة، تُوفر الآلاف من الوظائف للشباب السعودي من خلال قنواتهما المتعدّدة والأهم تسهيل نقل أحدث التقنيات فيما بينهما؛ مما سينعكس إيجاباً على زيادة منتجاتهما المُتعدّدة في عمليات المصب والعمليات اللاحقة.