علي الخزيم
من أحدث المشاهد والمقاطع ما يتداول مؤخراً بشأن تعاون سفارة خادم الحرمين الشريفين بالعاصمة السودانية مع عدد من الأشقاء الكويتيين العالقين هناك بسبب الأوضاع بالخرطوم، فالبعض يتناقله ويعيده للآخرين وكأن الأمر محل غرابة، ألا يدرك أن دول الخليج العربي (يفترض) أن تكون دوماً كذلك كدولة واحدة ونتعامل مع بعضنا بهذه الصيغة، ثم إنها من سجايا العرب بالإسلام وقبله، فلا غرابة مما تقدمه مملكة العزم والحزم لكل شقيق وصديق وملهوف، كما ينشر البعض أخباراً ومقاطع تؤكد الخدمات الجليلة التي تقدمها سفارات خادم الحرمين الشريفين للأشقاء والأصدقاء بدول العالم دون أن يتحدث عنها إعلامنا، أقول: إن هذا ديدن مملكة الإنسانية وشعبها بلا منة أو إشهار، وشتان بين من يقدم للأشقاء عرباً ومسلمين وغيرهم من المحتاجين الغذاء والدواء والبترول ومشتقاته دون منة، وبين من يحيك لهم مؤامرات القتل والتدمير بما يرسله لديارهم من متفجرات وألغام وأسلحة فتاكة، فتأمل واعتبر!
المشاهد والمقاطع آنفة الذكر تَسُر الخاطر وتُفرح قلب كل سعودي، غير أن مقاطع يتم تداولها هذه الأيام يظهر خلالها فتيان يظهرون كسيَّاح بدول أوروبية ويزعمون أنهم سعوديون ومن مدن معينة بالمملكة، ويلقون ألفاظاً بذيئة على أهالي تلك البلاد، ويتصرفون تصرفات من يتعمد تشويه صورة السائح السعودي، وهم يعتمرون الشماغ والعقال ويلبسون البشوت بطريقة مقززة توحي بأن الشاب السعودي إنما يأتي من بلاده لينشر الفوضى ويمارس سماجاته بين الجموع وداخل المقاهي، وأنه سائح رديء وقح متخلف (لا يجب استقباله بينكم يا أهل هذه الديار)!
أما إن كانوا حقاً سعوديين فهذه قضية - باعتقادي - أنها لا تُعجز الجهات المختصة ولا شك أنها ستتخذ بحقهم ما تمليه سمعة مملكتنا الحبيبة وما يفرضه النظام والقانون، وأرى أنه على الجهات الإعلامية أن تستبق مواسم الإجازات بالتوعية بمثل هذه الممارسات والتصرفات المرفوضة هنا وهناك.
ومن المشاهد المؤذية أن يكون بعض لاعبي فريق كروي له سمعته وجمهوره العريض بالمملكة يعمدون لانتهاج طرق الاحتيال والغش داخل الملعب كالارتماء داخل خط المرمى أثناء الهجمة على الخصم لمخادعة الحكم لكي يمنحهم ركلة جزاء (بلنتي) تحقق لهم هدفاً غير شرعي، ويخرج المنطرح كذباً داخل المرمى كبطل أمام شريحة من الجمهور لأنه يقابل بالثناء والتبجيل لاحقاً من خلال بعض البرامج الرياضية المتلفزة وتعليقات بعض المحليين، كما أن بعض المعلقين على المباريات يُهملون هذه القضية فتجده يرفع صوته بقوله: (وبحركة ذكية من اللاعب الذئب فلان يحصل الفريق الفلاني على ركلة جزاء)! فيتلقف الصغار هذه الكلمات وتُخزن بعقولهم على أنها أمور تتعلق بالذكاء والفطنة ليتحول الغش والغدر إلى فروسية وبطولة ومهارة، وبعد المنافسة يبدأ (بعض) من يسمون بالمحللين الكرويين دون وعي بضخ مزيد من عبارات الثناء على اللاعب الماكر ووصفه بالدهاء، مع إضافة جمل وعبارات تشتت عقول الناشئة عن الهدف الأسمى من الرياضة.
فليت كل منا يقف بجهده لتنقية صورة الوطن الجميلة مما يشوهها عمداً أو جهلاً.