هالة الناصر
بالرغم من أنها ستعقد بعد ما يزيد على عام ونصف، إلا أن ذلك لم يمنع دول مجموعة العشرين من اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة قمتها الخامسة عشرة في شهر نوفمبر 2020، كأول دولة في الشرق الأوسط تستضيفها، ما يعكس حالة من الثقة العالمية في الاقتصاد السعودي ومكانته، والاستقرار الذي تنعم به الرياض على عدة مستويات، لقاء قادة وزعماء مجموعة العشرين الذي يعد بمثابة المنتدى الاقتصادي الدولي الأهم على الإطلاق، يسعى لمناقشة الملفات ذات التأثير على الاقتصاد العالمي، حيث يكون لمواقفه وقراراته دور حاسم في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، خاصة وأن دول العشرين تشكل ثلثي سكان العالم وتسيطر على 75 % من حجم التجارة العالمية، قمة بهذا الحجم والتأثير كان من الطبيعي أن تستقطب بين صفوفها دولة بالغة التأثير في المنطقة والعالم بأكمله، المملكة العربية السعودية، بما تمثله من ثقل اقتصادي وبما تلعبه من دور حاسم في السياسة الدولية، حيث بات زعماء وقادة دول القمة يظهرون ثقة كبيرة في المملكة وباتوا ينظرون لبلادنا بوصفها واحدة من أكثر الدول استقراراً في الشرق الأوسط والعالم، حتى يتم الاتفاق على استضافتها للقمة الخامسة عشر قبل موعدها بأشهر عديدة، المكانة التي تنعم بها المملكة حالياً لم تأت من فراغ أو من قبيل الصدفة، بل هي نتاج سياسات مدروسة وخطة محكمة تسير عليها مختلف القطاعات في الدولة، تنفيذاً لرؤية المملكة 2030، التي أظهرت للعالم مؤسسية الدولة ووعي قيادتها التي جمعت بين الخبرة والحكمة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبين الشباب والطموح المتجسد في الأمير محمد بن سلمان ولي العهد-حفظهما الله-، لذا كان من الطبيعي الإقدام على هذه الخطوة التاريخية التي جعلت السعودية أول دولة عربية تستضيف قمة العشرين.. وظني أن التحركات بدأت من الآن لتحقيق عدة أهداف هامة من وراء رئاسة الرياض لقمة 2020، يأتي على رأس هذه الأهداف تعميق التعاون مع الدول الأعضاء، وخلق انسجام دولي بشأن القضايا الاقتصادية الأساسية، وهو ما سينعكس إيجابياً على استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره، وزيادة الاستفادة العائدة على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.