«الجزيرة» - عبد الله الشتيلي:
عبر رئيس نادي التقدم ولاعبو الفريق الكروي الأول عن أسفهم الشديد لقلة المكافآت التي وصلت للخزينة، حيث انصدم الجميع بدعم من قبل سبعة أشخاص فقط وهو غير المتوقع نظير ما قدموه لمحافظتهم من التأهل لدوري الدرجة الأولى.
يقول عضو المركز الإعلامي بالنادي والمسؤول عن ملعب الكأس سالم جرمة: نحمد الله على هذا الإنجاز ونقدم شكرنا لمن دعم النادي مادياً أو معنوياً، ومنذ تولى زمام الأمور في نادي التقدم قبل ستة أعوام صمم سليمان العبودي رئيسه الذهبي والتاريخي على صناعة مجد جديد، وأن تكون مرحلته استثنائية، كان التحدي صعبًا، فالنادي قابع في الدرجة الثالثة وبنيته التحتية هشة وليست من عوامل النجاح التي يرغب بها رئيس أي نادي، إلا أن العبودي ورغم قلة الموارد المالية وانعدام وجود الرعاة تصدَّى لذلك كله ووضع اسم محافظة «المذنب» وشبابها ومن يهمهم أمر النادي نصب عينيه.
نافس على الصعود للدرجة الثانية من موسمه الأول ولم يتحقق له مراده إلا في موسمه الأخير لفترته الرئاسية الأولى في دورة الصعود التي استضافتها القصيم، وبدعم من سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم واصل العبودي رئاسته للنادي وبدأ الاستعداد بشكل آخر وقوي للوصول للدرجة الأولى كحدث تاريخي لم يحدث من قبل، واقترب من ذلك كثيرًا منذ موسمه الأول وخسر الصعود بركلات الترجيح أمام فريق جدة، بعد ذلك دوَّن على حسابه الشخصي تويتر لن أسقط وآسف لأني خذلتكم.
كانت لغة التحدي جَليّة في كلامه فأعد العدة لموسم استثنائي وصعب بدأ منذ قال «لن أسقط»، كان بحاجة إلى 24 نقطة في آخر ثماني جولات كي يتقدم.
أي العلامة الكاملة في جميع لقاءاته وخسارة نقطة واحدة كفيلة بأن تعصف به وبأحلامه، انتصر على جميع منافسيه الثمانية وكان لقاء الحجاز الحاسم في الجولة قبل الأخيرة له النصيب الأكبر من حيث الصعوبة فكانت في ملعب الأخير ويحتاج إلى نقطة واحدة ليصعد ثانيًا ويغادر «التقدم» هذا الحلم.
كانت المعنويات عالية وكان الفريق يلعب كل لقاء من لقاءاته الثمانية كنهائي كأس لا بد أن يناله فنالها كلها 24 نقطة وحلَّ ثانيًا وصاعدًا لدوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه، فتحقق المراد ولم يسقط العبودي كما وعد، مبرهنا للعالم أن الفكر والعزيمة والإرادة تغلب وتنتصر.
كما نشير إلى أن التقدم شارك في هذا الموسم التاريخي له في كأس سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحقق نتائج تاريخية بوصوله إلى دوري 16 بعد تغلبه على الطائي ثم أُحد وأخيرًا خرج بشكل مشرف من أمام عميد الأندية السعودية نادي الاتحاد.
خلف العبودي رجال على قلب رجلٍ واحد، وقفوا معه وساندوه وهم أهالي محافظة «المذنب» وأعضاء شرفه وعلى رأسهم رجل المرحلة الأستاذ منصور بن سليمان العقيلي الذي وبدعمه السخي توّج النادي بهذا الإنجاز التاريخي.