فهد بن جليد
انحياز وزير التعليم إلى المعلمين والإداريين في المدارس, والتراجع عن قرار العودة السابق, لتعود الحياة في المدارس رسمياً بعد عيد الأضحى المبارك, هو انحياز لمصلحة العمل وتحسين لبيئة التعليم, وتصحيح لقرار سابق بكل شجاعة, في خطوة ذكية حيث تم اختيار هذا الوقت تحديداً قبل بدء الاختبارات النهائي للفصل الثاني لإعلان الخبر المفرح, كي ينعكس إيجاباً على البيئة التعليمية, ويرفع من معنويات المعلمين والإداريين, ويحقق مثل هذا القرار صداه من خلال ردود فعل استقباله والاحتفاء به عبر منصات التواصل الاجتماعي, وبتبادل رسائل التهاني الفرحة من المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات, لا سيما أنَّ الكثير منهم ظلوا يطالبون بتعديل قرار العودة السابق حتى قبل أيام.
سابقاً كنتُ من المؤيدين لقرار عودة المعلمين والإداريين باكراً إلى المدارس حتى لو لم يكن هناك طلاب, على اعتبار أنَّهم موظفون في نهاية المطاف يجب أن يخضعوا لنظام الخدمة المدنية, لهم إجازة رسمية محدَّدة كفلها لهم النظام مثل بقية الموظفين الآخرين, وجهة نظري تلك تأتي من باب المساواة, ولكن مع تجربة العام الماضي اتضح أنَّه ما زال للتعليم ومنتسبيه تلك الخصوصية التي يتمتعون بها, وأنَّ محور العملية التعليمية هو الطالب, فعودة المعلمين والإداريين لا معنى لها دون طلاب ولا فائدة مرجوَّة, خصوصاً وأنَّه لم يكن هناك برنامج مُحدَّد أو مهام واضحة ومُلزمة يقومون بها, وكان المُبرِّر الوحيد -آنذاك- هو تهيئة المدارس والاستعداد المبكر, وهي ليست من مهامهم ولا واجباتهم المناطة بهم, فهناك جهات الصيانة التي يتم التعاقد معها من قبل الوزارة, لذا قبل أن تُحدِّد عودة المعلمين والإداريين للمدارس يجب أن تكون هناك خطة عمل ومهام واضحة يمكنهم القيام بها, وقياس مدى نجاح القرار من عدمه.
حسناً فعل الوزير عندما تدارك الأمر ووجه بتعديل التقويم الدراسي ليتوافق مع عودة المعلمين والإداريين بعد عيد الأضحى المبارك, وهو القرار الذي وجد فيه المعلمون والإداريون إنصافاً كبيراً وتفهماً من الوزير آل الشيخ لمهمتهم التربوية والأبوية قبل مهنتهم العملية, فهم على تماس والتصاق دائم بالطالب, ويحتاجون بالفعل إلى نظرة خاصة وتقدير لما يقومون به, لتجويد بيئة عملهم التعليمية وتحسينها, والأهم مع هذه الفرحة والاحتفاء أن يتذكر الجميع أن تحديد تاريخ العودة هو قرار يمتلكه الوزير متى ما كان هناك مصلحة, ومهام واضحة يجب القيام بها مُستقبلاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.