محمد المنيف
تشرفت بتكليف من وكالة الشئون الثقافية في وزارة الإعلام بإلقاء محاضرة عن الفنون التشكيلية في المملكة (الفنون التشكيلية السعودية من البدايات إلى الحداثة) ضمن الفعاليات المنبرية في جناح المملكة في معرض الكتاب في تونس الشقيقة، وعند حديثي عن جانب من جوانب البدايات ومنها الشراكة الخليجية التشكيلية بين أبناء الخليج، وتطرقي إلى أقدمية الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية التي يتجاوز عمرها حاليا الخمسة وخمسين عاما أثرت الخليج والعالم العربي بمعرض أطلقت عليه اسم (معرض السنتين) تجمع فيه التشكيليون العرب والخليجيون في منافسة شريفة يقام كل عامين عززت به الفن التشكيلي وقربت تجاربه وعرفت الفنانين ببعضهم البعض.
وبعد أن انتهت المحاضرة وبداية المداخلات تحدث الدكتور عيسى الأنصاري وكيل وزارة الثقافة في الكويت الذي حضر بدعوة كريمة من الدكتور محمد التوم الملحق الثقافي السعودي في تونس، مشيرا إلى تطرقي للكويت الشقيقة ممثلة في الجمعية وشكرني على إدراجها ضمن محاضرتي لكنه أجزل في مداخلته بالحب والشكر والتقدير للمملكة ساردا العلاقات التاريخية والمجتمعية والمواقف التي قامت بها المملكة للكويت معرجا وبكل شفافية ومصداقية لا تملق فيها إلى مكونات الكويت الأسرية وإن أغلبها من أصول سعودية مستشهدا بأسرته الكريمة.
هذه المداخلة وما تضمنته من جوانب تؤكد عمق العلاقات بين البلدين أضفت للمحاضرة بعدا جديدا بتمازج التاريخ الفني الذي تمثله تجارب أبناء البلدين التشكيليين، وبين حجم التقارب الروحي بين الشعبين، كلمات رائعة لاتتسع أسطر الزاوية لسردها ورصدها كانت لافتة للنظر وللسمع لكل من حضر من الإخوة التوانسة أو من جنسيات أخرى ممن يزور معرض الكتاب أو دعي له من الدبلوماسيين والإعلاميين الذين سعدت بحضورهم المحاضرة.
كما كان لتلك الكلمات من وقع في نفسي وفي نفوس من حضر من الأحبة السعوديين منسوبي الملحقية والسفارة وكم كانت بالفعل آتية من القلب دون إعداد مسبق، تلك هي مواقف الرجال الأوفياء وتلك هي الريادة والقيادة لهؤلاء الكبار خلقا ومسؤولية تليق بمكانتهم ومنصبهم فهؤلاء هم من يمثل حقيقة ما يحمله قادتهم وشعوبهم فكيف بالكويتيين.