«الجزيرة» - متابعة محمد المنيف:
يقام حاليًا تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض معرض لصاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبدالله بن عبد العزيز يحمل عنوان (انعكاس) قالت في تقديمه جملة أدبية تتوازى مع ما قدمته من إبداعات حيث تقول (حديثي يبدأ بحمل فرشاتي لألون عمق الخيال الذي يكمن فيما تراه روحي لا عيناي). تعبير عميق ورسم بالكلمات لا يجيده الا القلة من المبدعين فالأميرة هيفاء ليست جديدة على الفن التشكيلي السعودي ولا بعيدة عن أهم مقومات الفنان وهي الثقافة.
أقامت الأميرة هيفاء أول معارضها في مارس عام 2016، الذي حمل عنوان «نقطة انطلاق» اشتمل على 242 لوحة فنية مختلفة الأحجام، جمعت فيه نتاج مشوارها الفني الذي امتد لأكثر من 16 عامًا مرت خلاله بتجارب وخبرات وبحث حقق لها حضورًا محليًا وعالميًا.
وتصدرت صورتها في مايو 2018، غلاف مجلة «فوغ» الفرنسية الشهيرة التي تهتم بعالم الموضة، في عدد تاريخي صدرت احتفالاً بالمرأة السعودية، بمناسبة السماح لها بقيادة السيارة. تحمل الكثير من لوحاتها إشارات وسيمياء المشاعر الإِنسانية كونها صاحبة تفاعل مع العمل الخيري، كما أن للأميرة اهتمامات عدة بالأعمال الخيرية، منها تخصيص ريع معارضها الفنية للمؤسسات الخيرية والصحية.
تأهيل عالٍ وخبرات تراكمية..
الأميرة هيفاء اكتسبت خبرات علمية وعملية لهذا تأتي أعمالها مدروسة واثقة الخطى فهي خريجة أكاديمية الفنون الجميلة بسان فرانسيسكو، كما حصلت على درجة الماجستير من الأكاديمية ذاتها، تأهيل لا يحتمل التشكيك أو يثير الدهشة عند المتلقي في إمكانية استمرار تألقها وتواصل حضورها محليًا وعالميًا، استطاعت بهذا التأهيل وبممارسة البحث أن تصل إلى تحقيق التميز الذي يحضر ويأتي إليها قبل أن تذهب إليه..
التأثر وإثبات الذات وخصوصية وهوية
للتأثر مكانته وأهميته في مسيرة كل فنان لكن الكثير يرى أنه معيب إلا عند الأميرة هيفاء بنت عبدالله التي أعلنت تأثرها بأعمال الفنانة المكسيكية العالمية الشهيرة «فريدة كاهلو»، دون اندفاع النقل أو المطابقة، بل أخذت ما تراه يخدم تجربتها وجعلت منه قاعدة انطلاق إلى هويتها بسريالية حالمة أحيانًا وعميقة التعبير أحايين أخرى تخدم من خلال كل لوحة هوية ثقافتها المحلية وخصوصيتها وهو ما صبغ أعمالها بالفكرة النابعة من محيطها ومجتمعها بجرأة العارف بالقيم والمبادئ والعلم بكيفية الوصول إلى روح المتلقي قبل عينه بأن يتعامل بهذا الأسلوب المعلوم عنه تماسه بالعقل الباطني الذي يحتاج إلى غواص قادر على استخلاص الجميل منه والمؤثر كما لا يخرج من النظرية السرياليه أدبًا وتشكيلاً نظام ومنطق وفقًا للآلية أو التلقائية.