فهد بن جليد
الصورة يجب أن تتضح لمُتابعي بعض نجوم ومشاهير التواصل الاجتماعي، بأنَّ أغلب نجومهم الذين يُتابعونهم يتقاضون مالاً مقابل كل تغطية أو إعلان يقدمونه لهم، المسألة ليست بريئة بعضهم يشترط أكثر من 80 -100 ألف ريال في التغطية الواحدة، بينما يعتقد المُتابعون أنَّ هذه الجهود التي يقوم بها النجم تأتي من باب حبه للخير وتوعية المتابعين، وحرصه وأهميته لحضور مناسبات المجتمع الراقية، واستضافته من قبل بعض المؤسسات والجهات الحكومية أو الخاصة تقديراً له ومكانته، بينما الحقيقة أنَّه مجرَّد ناقل يقبض مالاً مقابل كل شيء يقدمه لكم، والسبب هو مُتابعاتكم له التي يتاجر بها جهاراً نهارا دون فائدة أو منفعة، وربما ذرَّ الرماد في العيون بتقديم مسابقة أو مسابقتين لا تشكل 01% مما يحصل عليه بسبب المتابعين.
نحتاج لحلول عملية تنظم فوضى سوق إعلانات مشاهير التواصل الاجتماعي، وأنا هنا لستُ ضدهم وأحظى بصداقات عديدة معهم، ولكن ما يحدث هو تجني وعشوائية لا يمكن السكوت عنها، بل يجب القضاء عليها لمصلحة الجميع ولوقف تلك المُمارسات الخاطئة، فدخول بعض هؤلاء لمجال الإعلان هو تطفل وقفز على أسوار تخصص علمي مستقل له مفاهيمه وآدابه ووسائله، إضافة للانجراف غير المُبرَّر من منظمي الاحتفالات والمؤتمرات والمناسبات لاستقطاب هؤلاء المشاهير بطريقة عشوائية، خصوصاً أنَّ هناك حالة استغلال واضحة وطمع من بعض المشاهير، حتى للبرامج والمعارض التوعوية والإنسانية والخيرية، التي لا يحضر بعضهم لتغطيتها إلا بمقابل مالي مجزٍ.
منذ أكثر من 3 سنوات وأنا أطالب بولادة تنظيم وقانون يضبط المسألة، ويحدد المفاهيم ويعرف الإجراءات والمسؤولية القانونية والأخلاقية والحدود المسموح بها لاستخدام حسابات المشاهير، بوجود وثيقة ورخصة، ليتم ضبط ما يتم نشره في هذا الحسابات، وإخضاعها للإجراءات النظامية والرقابية لناحية الأموال التي يتم جنيها من الإعلانات، وحتى اليوم لم يتم تفعيل هذا التنظيم بالشكل المطلوب، الذي نتمنى أن يؤثر إيجاباً لرقي وتطوير هذه الحسابات وأصحابها لاستخدامها بالشكل الصحيح والمفيد والمسلي دون ابتذال أو استغفال أو طمع.
هنا أجدِّد المطالبة أيضاً بمحاسبة كل من يهدِر ميزانية معرض أو مؤتمر أو منتدى باستقطاب مشاهير التواصل الاجتماعي بأسعار مبالغ فيها -دون حاجة أو فائدة- علماً أنَّ هؤلاء سيقبلون بأقل من تلك المبالغ، لو لم ترضخ الجهات المنظمة لمطالبهم واشتراطاتهم، وتركتهم لمرة أو مرتين، والسبب هو قناعتهم بأنَّ (بضاعتهم بالية)، على طريقة ما كان يحدث مع (الطقاقات) في الزواج قديماً قبل أن يحيي الفنانون الزواجات.
وعلى دروب الخير نلتقي.