د. خيرية السقاف
ما الذي يناسب من الصفات لتخلعها على «نخب» المثقفين, والمبدعين, والإعلاميين, ومشاهير الغفلة» حين تتوقّع أن الأكثر فيهم «الجماعة» التي تعمل على إشعال جذوة للضوء, وإطعام لقمة للوعي, وسقي شربة للحس؟!!..
وعلى سعى في الناس سلاماً, وفيهم تنويراً, ولأفكارهم تحفيزاً, ولنفوسهم طمأنينة, ولأحلامهم أجنحة, ومراسي, ولطموحاتهم قوادم,
ومضامير, لكنهم لا يفعلون؟!..
إذ تجدهم زمراً يأتلفون ضد زمر, وبعضاً يناهض بعضاً, لهم في نظائرهم آراء تتناقض,
يعلون من يشاؤون وإن لا يستحق العلو, ويضعون من لا يريدون وإن هو يقيناً في العلو, يتجاهلون ناجحاً لمجرد أنه ليس على «هواهم» يغني, ويغفلون متفوقاً لأنه أخذ مكاناً يحسبون أحقيتهم له,
لا يفرحون إلا لأنفسهم, ولا تتسع حدقات عيونهم إلا لآثارهم,
يمرون بمن ليس على «شاكلتهم» دون اعتبار ليطمسوه,
ويقفون لمن على شاكلتهم وإن هو في عثار ليبرزوه..
تجدهم كأسراب تدب في اتجاهها, لا تسمع, ولا ترى إلا ذاتها..
هؤلاء ما الصفات المناسبة لهم؟
وهل يحتمل الوقت هذا وجودهم؟
وقد عجت بهم الأقنية, والوسائل, والفضاءات,
وزُكمت بدكنهم النفوس!!..
والناس في البناء تحتاج لشد الأعضاد، ولاتساع الصدور, ولبراح الصفاء, ولسماحة التكافل, ولإيثار الأحقية, وللاعتراف بنجاحات الآخر..
تحتاج إلى أن تذوي الضغائن, ويسدد النقص, وتمكَّن القوة,
ولابتسامة صفاء لكل نسمة نجاح تهب من أي الأطراف في دائرة الفضاء!!..