حمد بن عبدالله القاضي
قبول الرأي من الآخر أو حتى نقده تجاه خطأ من فرد أو تقصير من مسؤول أمر يحتمه مطلب الإصلاح والوصول للأفضل ونشدان الحق.
لكن كيف يكون التعبير عن ذلك؟
إنه كلما كان التعبير عنه موضوعيا نائيًّا عن التجريح و»الشخصنة» فإن أي عاقل يرحّب به ويفيد منه.
أما النقد والتعبير عن عدم الرضا نحو أي أمر بالمنكر من القول أو التنابز بالألقاب فهو المنبوذ الذي لا يخلق إصلاحا وإنما يورث عداء.
أختم بهذه الواقعة المؤثرة التي حصلت للصدّيق أبي بكر رضي الله عنه كما أطلق عليه خليله عليه السلام.
جاءه رجلان مختصمان على شأن بينهما وكلّ يدعي أنه له فاستمع إليهما وبعدها حكم أنه لأحدهما وبالطبع لم يرض المحكوم عليه فخرج وهو يقول لأبي بكر: لأسبّنك سبًّا يدخل معك القبر.
فلم يزد أن قال له سيدنا أبو بكر بكل ما في قلبه من هدوء طمأنينة: «بل يدخل معك لا معي»
وقد صدق فهو لم يظلمه ولكنه حكم بالعدل بينهما ولم يشطط.
* * *
= 2 =
العمل المهني هو المستقبل:
وجائزة أحمد اليحيى التحفيزية.
يُروى عن الأديب الإنجليزي «برنارد شو» أن صديقا له كان يتحدث له عن أولاده وأمنياته لهم وأنه سيقنع الكبير بأن يلتحق بكلية التربية والأوسط بكلية العلوم الاجتماعية والصغير بمعهد مهني فرد عليه الأديب: أتريد أن تجعل ابنيك الكبيرين عالة بمعيشتهم على الصغير؟!.
هذه القصة تؤكد أن العمل المهني هو الذي يحقق المستقبل المضمون بإذن الله والأوفر بفرص العمل وبالتالي الدخل الجيد والحياة الكريمة.
ومن جانب آخر فالأوطان والمجتمعات تحتاج لأعداد المهنيين والفنيين أكثر من غيرهم ولدينا بوطننا أكبر شاهد، فالوافدون هم الذين يتولون الأعمال الفنية والمهنية ويحصدون من الدخل ضعف ما يحصل عليه كثير من الشباب السعودي الحاصل على شهادات جامعية وعليا.
* * *
وأحيي هنا مواطنا فاضلا ومسؤولا سابقا ورجل أعمال حاليا على بادرته الوطنية بإنشاء جائزة لتحفيز أبناء الوطن الذين توجهوا نحو العمل المهني بعد تخرجهم من المراكز المتخصصة، وهي الأولى من نوعها، تلك الجائزة هي «جائزة أحمد اليحيى للتفوق العلمي والتميز المهني» التي تمنح سنوياً بشطرها الثاني الجديد والمهم جوائز للمتميزين بمهنهم وتنشر أسماءهم ويتم تقديرهم بحفل كبير،
وأقترح لو يخصص صاحبها هذه الجائزة للمتميزين مهنياً فقط، ذلك لكثرة الجوائز التي تعني بالمتفوقين دراسياً.
* * *
يبقى علينا أن نسعى لتغيير النظرة لثقافة العمل المهني والفني بوصفها المستقبل وبوصفها عملاً شريفًا يحتاج إليه الناس والمجتمع ويُدِرُّ دخلا أكبر من غيره.
ولا بد علينا من مجتمع ووسائل إعلام ومنابر جمعة أن نحفِّز على دخول الكليات التقنية والمعاهد الفنية والمهنية والتمريضية.