عثمان أبوبكر مالي
ضرب فريق الهلال لكرة القدم موعدًا مع مباراة نهائي (بطولة كأس زايد للأندية العربية الأبطال) بعد تأهله على حساب شقيقه النادي الأهلي السعودي بركلات الجزاء الترجيحية إثر تعادل الفريقين في مجموع مباراتَي الذهاب والإياب. وسيلاقي الهلال نظيره (النجم الساحلي) التونسي الذي تأهل على حساب فريق الهلال السوداني بنتيجة مباراتَي الذهاب والعودة (بفوز وتعادل). ويقام النهائي في العاصمة الإماراتية (أبوظبي).
البطولة جاءت مشتعلة منذ انطلاقتها في الأدوار التمهيدية بمشاركة (32) فريقًا عربيًّا، وهو أكبر عدد من الفرق يشارك في نسخة واحدة منها، رغم أنها النسخة الثامنة والعشرون من المسابقة (دوري الأبطال العرب) التي ينظمها الاتحاد العربي لكرة القدم، وجاءت أيضًا معدلة في نظامها (ذهابًا وإيابًا)، واختير لها اسمها الجديد والقوي (كأس زايد للأندية الأبطال)، وخصصت جوائز مالية ضخمة للفرق التي ستحتل المراكز الأربعة الأولى، يبلغ مجموعها (عشرة ملايين ونصف المليون دولار)؛ فالفائز بلقب البطولة سيحصل على مبلغ ستة ملايين دولار؛ ما يعادل (22.5) مليون ريال سعودي، فيما سيحصل الوصيف على 2.5 مليون دولار (عشرة ملايين ريال سعودي)، إضافة إلى 1.5 مليون دولار لصاحب المركز الثالث، ونص مليون دولار لصاحب المركز الرابع، مع تقديم مبالغ مالية لكل الفرق التي شاركت في البطولة، بحسب عدد مبارياتها والمراحل التي وصلت إليها.
وتأكيدًا لمواجهات البطولة المشتعلة، فقد شهدت نتائجها في كل أدوارها مفاجآت عديدة، أهمها خروج بعض الفرق العربية القوية و(الجماهيرية) مبكرًا من أدوارها التمهيدية، يأتي في مقدمتها فريق الترجي التونسي (حامل لقب) الحاصل على بطولة النسخة الماضية (المجمعة)، كما خرج من الدور التمهيدي نظيره الصفاقسي التونسي، وغادر أيضًا فريق العين الإماراتي، ولحق بهم فريق الاتحاد السعودي الذي يعد خروجه من الدور التمهيدي متوقعًا ومتوافقًا مع حالة الفريق وظروفه الفنية، وكانت الفرق المصرية والجزائرية (الوحيدة) التي تجاوزت بكامل نصابها الدور التمهيدي للبطولة. وشهد دور الستة عشر هو الآخر مفاجآت، تمثلت في خروج فرق كبيرة وجماهيرية، في مقدمتها الأهلي والزمالك المصريان، مقابل تأهل الاتحاد السكندري، وخرج أيضًا النصر السعودي والوداد البيضاوي المغربي. أما المغادرون من دور الثمانية فكانت فرق الوصل الإماراتي والاتحاد السكندري والرجاء المغربي ومولودية الجزائري. وشهد الدور نصف النهائي وصولاً (متوقعًا) لفريقَين سعوديَّين، هما الهلال والأهلي، إلى جانب المريخ السوداني، فيما واصل النجم الساحلي إلى النهائي بعد أن كان الوحيد الذي تأهل من تونس مع خروج الترجي والإفريقي مبكرًا.
كلام مشفر
- غدًا النهائي الكبير للبطولة، ويجمع بين فريقين قويين، ومن مدرستين مختلفتين: النجم الساحلي الذي يمثل إفريقيا (العربية)، والهلال السعودي الذي يحمل لواء كرة آسيا العربية. والمرجو أن تكون المباراة (النهائي الحلم) الذي يلخص واقع البطولة والمنافسة القوية والشرسة التي واجهتها مبارياتها من الدور التمهيدي حتى آخر مباراتين في الدور نصف النهائي.
- تنظيميًّا حتمًا سيكون اللقاء (النهائي الحلم)؛ ليعكس أهمية البطولة وقيمتها، ويتوافق مع اسمها الكبير، وحضورها الشرفي العالي المتوقع، وقوة المواجهة المرتقبة والمنافسة الشرسة والمستوى الفني الكبير الذي سيحرص كل فريق على تقديمه ليحظى بالفوز وشرف حمل كأس ولقب البطولة (التاريخية).
- من أهم ما قدمته البطولة مشاهدة بعض الفرق العربية غير المعروفة التي لم تكن تشارك في البطولات العربية من قبل، مثل فريق (جمعية الوئام) من موريتانيا، وفريق (تيغابي مدى ساهاني) من جزر القمر، وفريق (بنادير) الصومالي.
- أدوار البطولة سارت بسلاسة وتنظيم جيدَيْن، وعكست (حيوية) الشباب التي تديرها، بقوة ودقة واهتمام وحرص على كل الجوانب، بدءًا من رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم مرورًا بالأمين العام له، وانتهاءً بمدير البطولة.
- أحد جوانب الحرص على أن تكون البطولة (مثالية)، ومنافساتها قوية ومنصفة في أدوارها المتقدمة، استخدام تقنية حكم الفيديو الفار (VAR) في مباراة النهائي امتدادًا للاستخدام الذي تم في مباريات نصف النهائي بين الهلال والأهلي والنجم الساحلي والمريخ.
- خسر الأهلي فرصة الوصول إلى نهائي البطولة بركلات (الحظ) الترجيحية بعد أن قدم مستوى كبيرًا أمام الهلال في مباراة (الإياب) في جدة، وأضاع فرصته الأخيرة في إنقاذ موسمه؛ ليمضي إلى موسم ثالث (أبيض) على التوالي.
- القوة التي واجهها الهلال في مباراة الأهلي، و(نجاته) من هزيمة كان يستحقها في شوطها الأول، أرجو أن تكون (محفزًا) قويًّا للاعبي الفريق، ودافعًا لهم لتقديم مستواهم وأدائهم وكرتهم، وهم يمثلون الكرة السعودية في النهائي.. فلك اللقب يا (زعيم).