الكل منا يعرف نظام ساهر، فكل قائد مركبة يعرفه جيداً، حتى أصبح حديث المجالس ليلاً نهارًا وعبر التواصل الاجتماعي، وكل الحديث بهذه المجالس عن مواقع ساهر وعن الغرامات والمخالفات المرورية لكل قائد مركبة، ويحملون ساهر بهذه الغرامات حتى أصبحت بعشرات الآلاف للبعض منهم، وإن كان ساهر لديه تجاوزات ومخالفات بذلك فأين إدارة المرور وأمانة البلديات ووزارة النقل من ذلك، حيث بدأ تطبيق نظام ساهر من قبل إدارة المرور بالمملكة سنة2010م والهدف من تطبيقه التقيد بالسرعة النظامية وعدم تجاوزها حفاظاً على أنفسنا.
فساهر نجح بامتياز، حيث غطى جميع مدن المملكة وعلى الخطوط السريعة داخل المدن أو خارجها، والهدف والمبدأ السامي والذي تشكر عليه إدارة المرور هو الحد من السرعة والمخالفات المرورية لكثير من قائدي المركبات خاصة داخل المدن، فإدارة المرور ممثلة (بالأمن العام) لديها إحصاءات سنوية بذلك ولديها لجان تدرس هذه الإحصاءات بحيث تصدر تقاريرها الرسمية السنوية ونصف سنوية عن حوادث المرور بالمملكة من حيث عدد الإصابات وتلفيات المركبات وعدد الوفيات.
فإدارة المرور وأمن الطرق عانت وما زالت تعاني من الكثير من قائدي المركبات المستهترين بأمن الطريق غير مبالين بالأنظمة المرورية.
تشكر على أنظمتها الصارمة والقوية والتي تهدف إلى إيقاف مثل هذه الفئة حيث لديها أرقام مخيفة عن حوادث المركبات سنوياً، بينما لا يمكن أن تضع عند كل إشارة وطريق رجل مرور، فأنت يا سائق المركبة يجب أن تحافظ على أمن وسلامة الطريق، خاصة عند المجمعات التجارية والمدارس، فالطريق ملك للجميع فلابد أن يكون آمناً.
نظام ساهر ليس غريباً أن تراه أمامك فهو جهاز موجود بجميع دول العالم وضع وفق شروط وأنظمة عالمية للحد من السرعة والمخالفات المرورية ورصد عدد المخالفات لصاحب المركبة وتزويد إدارة المرور عن تلك المخالفات المرورية آلياً لصاحب تلك المركبة، مما ينتج عنه سحب رخصة القيادة وعدم قيادة المركبة، حيث يعتبر قائد المركبة خطر على المركبات في الطريق وربما تصل إلى محاكمته وسجنه، لذا يجب المحافظة على أمن وسلامة الطريق وهو الهدف السامي والأساسي بذلك وليس الهدف المادي.
فمثلاً نجد نظام ساهر أو رصد المخالفات المرورية في أوروبا يقوم بالحد من السرعة غير النظامية سواء داخل المدن أو خارجها على الطرق الطويلة.
فالسرعة هي المشكلة الرئيسة عالمياً وتعاني منها جميع دول العالم دون استثناء في أوروبا أو أمريكا أو المملكة العربية السعودية ودول الخليج، حيث قامت أوروبا بوضع قوانين صارمة وقوية لمن يتجاوز السرعة النظامية ويخالف أنظمة المرور، بفرض غرامات مالية وسحب رخصة القيادة ومنع قائد المركبة من القيادة، حيث تختلف قيمة المخالفات في الاتحاد الأوروبي من دولة لدولة، بينما الهدف هو الحفاظ على سلامة قائد المركبة من ارتكاب مخالفات مرورية.
بينما نظام ساهر لدينا له مخالفات حيث نجده يضع كاميراته وأجهزته متنقلاً بكل مكان بشكل غير حضاري أما في دول أوروبا فيشعرك بلوحاته الإرشادية بأن أمامك جهاز ساهر لرصد السرعة غير النظامية على بعد 200 متر أو 500 متر لحمايتك من تجاوز السرعة النظامية على الخطوط السريعة إنما نحن يفاجئك بكاميرته العنكبوتية بطرق ليس به لوحات إرشادية من تحديد السرعة أو يشعرك بوجوده مما سبب بكثير من الحوادث لصاحبي المركبات.
إذن بعد مرور تسع سنوات نجح نظام ساهر في تقليل الحوادث والمخالفات المرورية ومن تجاوز السرعة غير النظامية، حيث جميع الإحصاءات الرسمية الصادرة من إدارة المرور بالمملكة تبشر بخير، فرجال المرور (العين الساهرة) -حفظهم الله- بجهودهم الكبيرة ودراساتهم وأبحاثهم وإحصاءاتهم أثمرت عن نجاح كبير..
فهل نحن قائدي المركبات نجعل من أنفسنا ساعدهم الأيمن؟
حفاظاً على أرواحنا ومركباتنا وجيوبنا (نقودنا) بجعل يومنا أكثر أمناً وطمأنينة وسعادة بالطريق، وبالله التوفيق..