د. محمد بن صالح الحربي
تمر السودان بفترة انتقالية حرجة، تتطلب من جميع أطياف المجتمع السوداني العمل على وحدة الصف والتكاتف للخروج بدولتهم نحو الاستقرار والتنمية وبناء دولة حديثة متقدمة متطلعة إلى المستقبل، وفق ما يملكون من مقومات جيواستراتيجية واقتصادية مؤهلة للنهوض بالشعب إلى تحقيق التنمية والرفاه والاستقرار محليًا وإقليميًا.
تملك هذه الدولة العربية مساحة زراعية تبلغ 200 مليون فدان، المستغل منها فقط 15 % (30 مليون فدان)، وبالتالي فهي مؤهلة لسد الفجوة الغذائية العالمية بجانب كندا وأستراليا وروسيا، وإضافة رافد اقتصادي مهم لها.
كما تملك ثروات طبيعية متنوعة كاحتياطي الذهب غير المستخرج من أرضها والذي تمثل فيه السودان المرتبة الثالثة إفريقيًا بعد كل من جنوب إفريقيا وغانا.
تمثل السودان جسرًا إستراتيجًا مهمًا للربط بين عمقها العربي وإفريقيا، وفق موقها الجغرافي المطل على البحر الأحمر وجوارها لعدد من الدول الإفريقية شرقًا وغربًا وجنوبًا مما يضفي لها دورًا محوريًا إستراتجيًا على المستوى الإقليمي والدولي.
فليستفد السودانيون من تجارب الماضي، وأن يضعوا نصب أعينهم نبذ الخلافات والتجاذبات والاستقطابات السياسية أو الأيدلوجية، وإرساء مبدأ العدالة والتسامح والالتقاء نحو ما يجمعهم ولا يفرقهم، فحكومتهم السابقة وجيشهم ونخبهم ومهنيوهم هم أبناء الشعب السوداني لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وليستفيدوا من تجربة العدالة الانتقالية في جنوب إفريقيا وأثرها على نمو واقتصاد وازدهار هذه الدولة الأنموذج في التنمية المستدامة والاستقرار.
فلينطلق الشعب السوداني لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة الحديثة بالمشاركة المجتمعية ووضع أهداف إستراتيجية لتحقيق رؤية مستقبلية تعم بالخير على الجميع، وهم قادرون على النهوض بالسودان لتصبح دولة حديثة متقدمة ومؤثرة في اقتصاد المنطقة والعالم.