سمر المقرن
ضمن الإصلاحات المستمرة في المملكة لإحداث التحول التنموي المنشود وتفعيل مشاركة المواطنين في ترجمة الأهداف والغايات النبيلة التي ترسمها القيادة، كان إقرار نظام المجالس البلدية إسهاماً حقيقياً في دفع أدوار المواطن لتتسارع بوتيرة متوافقة مع رغبة القيادة وبرامج النهضة الجديدة. ويستطيع المتابع لمسيرة المجالس البلدية خلال دوراتها الثلاث أن يقف على الإضافة النوعية التي أحدثها في الحياة العامة.
والمجالس في دورتها الثالثة بالذات، حيث شاركت وحضرت المرأة ناخبة ومرشحة، لها طابعها الخاص، عندما أضافت المرأة لمستها المطلوبة ليس فقط في أداء المجالس بل أيضاً في رؤيتها ومنظورها، فالأداء هو انعكاس للرؤية والمنظور.
وبرغم وجود كثير من الإيجابيات التي يمكن أن تُقال عن المجالس البلدية، ومنها ما هو مرصود في الإعلام وفي المواقع الرسمية للمجالس، فإن المواطن يتطلع إلى دور أكبر للمجلس الذي انتخب أعضاءه، ويريد منهم أن يكونوا عينه وحواسه لاستباق احتياجه، وتحقيق مطالبه لتطوير مجتمعه، فتتكامل مكاسب المواطنين في نطاق كل مجلس بلدي في عقد تنموي منضود.
أعلم أن مجلس بلدي الرياض لديه برامجه وأساليبه للتعرف على احتياجات المواطنين، في إطار الصلاحيات والاختصاصات الواسعة الواردة في نظام المجالس، ومن تلك البرامج اللقاءات المباشرة التي تعقد مع المواطنين، وتلقي شكاواهم وملاحظاتهم. ولكن يساورني نوعا من الاستغراب. فكيف مع هذه الجهود والصلاحيات التي تصل حد تكوين لجان دائمة أو مؤقتة لتولي مهام محددة، والاستعانة بمن يراه من خارج المجلس، إلا أنه ما زالت تعيش بعض الأحياء في الرياض تردياً في الخدمات، وطفحاً للمياه السطحية، وانتشاراً لمكبات النفايات. لقد بلغتني معاناة سكان حي (العارض) المسمى على اسم الرياض القديم ويقع في شمالها من التسرب المزعج لمياه سطحية وصرف صحي، وظهور برك ومستنقعات تشكل تهديداً خطيراً لصحة البيئة منذ سنوات.
لقد تساءلت: ما دور المجلس البلدي في وقف هذه المظاهر غير الحضارية، التي تعكس صورا سالبة لشعار «أنسنة الرياض». فالعارض في معناها اللغوي هي السحابة الممطرة التي تغدق ماء زلالاً، وتحيل الأرض خضرة، وليس مياه آسنة تجعل الحياة لا تُطاق!
منذ أن دشن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله» المشاريع الأربعة الإستراتيجية للرياض، يعيش سكان العاصمة أجواء تفاؤلية بنقلة كبرى تشهدها الرياض، تكون معها «أوضاع العارض» وغيرها من المظاهر البائسة حكايات من الماضي.