كان متصدرًا بفارق مريح عن الفريق الذي خلفه (نادي النصر).. كان يمشي واثق الخطوة بطلاً باتجاه البطولة، وفجأة، ودون مقدمات، خارت قوى الزعيم مع بداية رحلة نزيف النقاط من مباراة لأخرى. كانت البداية أمام الوحدة، ومن بعدها مباراة أُحد الهابط! أمام النصر فَقَد كل شيء (الشكل والطعم والصدارة) بمباركة المدرب الذي أثبت ضعفًا كبيرًا في التعامل مع مجريات المباريات في الأوقات الصعبة! تتساءل: أين تفاعل الإدارة لتدارك الموضوع؟ وأين دورها في التعامل مع تلك المتغيرات!!! الجواب: لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم.. ولا حياة لمن تنادي. فقدوا البصر والبصيرة في التعامل مع هذه الأزمة. بكل أمانة توقعنا مثل هذه الفوضى عندما نسي الرئيس أنه رئيس، وبدأ يجاري الآخرين في التعليق على كل شيء، خاصة في موضوع الاحتجاجات والفيفا (والهياط) الذي لم يتعود عليه محبو الهلال. السؤال: هل تعرف الإدارة معنى أن تجر الفريق خارج الملعب في مهاترات لا معنى لها؟ وهل تعرف أيضًا معنى أن تفقد الصدارة لتذهب للفريق المنافس، وأن تفقد كل شيء في لمحة بصر دون مقدمات؟!!! لا نختلف على أن الكرة فوز وخسارة، وأيضًا البطولة طموح الجميع، ويبحث عنها الجميع، ولكن ما نختلف عليه أن تكون الأفضل بشهادة الجميع، وتنهار أيضًا أمام الجميع بهذه الصورة المحزنة، وبطريقة «بيدي لا بيد عمر».
على أية حال، الأمور عادت لوضعها الطبيعي بفضل حسن النوايا، وحاجة العميد لهزيمة النصر، وهزيمة انكساره ومعاناته التي طالت أكثر مما يجب؛ ولهذا نقول: ما كل مرة تسلم الجرة يا هلال، ولا تتوقع منقذًا آخر فيما تبقى باعتبار أن «الحب غلاب». المطلوب حاليًا دعم الفريق نفسيًّا وإداريًّا، وبشكل مكثف، مع دعوة أعضاء الشرف للوقوف مع الفريق في هذا المنعطف المهم. ونحن على ثقة بأنهم لن يبخلوا على فريقهم بشيء كما عودونا على ذلك في الكثير من المواقف.
ثانيًا: توضيح الأمور للمدرب بأن المجازفة والتهور والاختراعات في الخطط وتشكيلة الفريق أمر غير مقبول حتى لو اضطرت الإدارة لرسم خارطة الطريق، والتدخل في عمل المدرب، خاصة أن الأمور واضحة، ومستويات اللاعبين معروفة للجميع.
ثالثًا: التحدث لقوميز بصفته هداف الفريق بأن يعود بروحه وتركيزه لداخل الملعب، والابتعاد عن (the show) الذي أخذ كل وقته وتفكيره دون حسيب أو رقيب.
في الختام اعتبار المباريات القادمة مباريات خروج مغلوب؛ لا تحتمل العبث ولا التخاذل؛ ليعود الهلال البطل الذي لا يقهر عندما يحضر بكامل قواه الفنية.
مقتطفتان
* لا أنكر أنني لم أتوقع فوز الاتحاد على النصر نظرًا للفوارق الفنية الكبيرة بين الفريقين حاليًا. أثبت الاتحاد (العميد العنيد) أنه على مستوى تطلعات جمهوره، خاصة عندما يجد نفسه على محك «أكون أو لا أكون». بالفعل تحول النصر لحمل وديع بحضور النمور، واستحقوا الفوز بجدارة. المأخذ الوحيد هو تأخُّر هدف الحسم مع أن النتيجة كادت تكون كوارثية لولا رعونة التهديف. مبروك يا عميد، وعقبال باقي النقاط؛ لتعود سالمًا غانمًا؛ فالهلال بحاجة لمنافس حقيقي.
* بعض الإعلاميين المحسوبين على النصر مثيرون للشفقة! ينحدرون لأدنى مستوى في كل شيء عندما ينتصرون بذريعة (الطقطقة)، ويتقمصون دور المثالية عند الهزيمة بغباء واضح معتقدين أن المتلقي يعيش في دائرة «تذاكيهم». مباركتهم لعبث (المتجر والكومبارس) وأهزوجة (الدعس) في المدرجات دليل على أن من شابه رئيسه فما ظلم، بمعنى أن «سعيد أخو مبارك».
** **
- فهد المطيويع