خالد بن حمد المالك
لا توجد وسيلة إعلامية متفرِّغة لتأجيج الصراع، وإذكاء الفتنة، وإشعال النار في كل من السودان والجزائر وليبيا كما تفعل قناة الجزيرة، وكأن نظام قطر يشعر بالاستمتاع كلما رأى هذه الدول في حالة من عدم الاستقرار.
* *
وحين نسأل أنفسنا ما فائدة قطر وهي الدولة الصغيرة أن توظّف مالها، وتستقطب العملاء والمأجورين لتنفيذ هذا المخطط المؤذي للأشقاء في هذه الدول، في مرحلة تتطلب من الجميع المساعدة على استتباب الأمن والاستقرار؟
* *
أسأل ثانية، أليس من مصلحة قطر أن يكون جيرانها وأشقاؤها وكل من له تأثير على مستقبل الدوحة في وضع يسمح بأن تكون قطر آمنة ومستقرة ومتفرِّغة لبناء الدولة على نحو يحقق أمل المواطن القطري ويجنبه الويلات.
* *
حسناً، ما الذي يفيد قطر بأن تتحول المسيرات السلمية في هذه الدول إلى عنف واقتتال، وتخريب للمنشآت، وبالتالي قتل لأبرياء، حيث تتحمّل أبواق قطر مسؤولية في هذا الحراك الدامي بدعمها وتشجيعها بالمال والإعلام تشجيعاً منها على استمراره.
* *
أسئلة لا جواب لها، فقطر مدانة في كل هذا، بتدخلها فيما لا يعنيها، واصطفافها إلى جانب فريق أو تنظيم ضد آخر، ضمن سياستها في دعم الإرهاب، وتقويض كل فرص السلام سواء في هذه الدول أو في غيرها.
* *
وبالنتيجة، فإن على قطر أن تتحمّل المسؤولية عن كل ما يجري من فوضى في منطقتنا، وأن تعلم بأن استقواءها بالمال، أو بالإعلام، أو بالشراكة القذرة مع إيران، لن يكون خارج سياق التاريخ، وإدانته لكل هذه التصرفات الحمقى.
* *
ومع أننا لا نعوّل كثيراً على أن يعود نظام قطر إلى رشده ووعيه ويدرك أن ما يحدث لن يستثني الدوحة في المستقبل من ظهور مظاهر في الشارع القطري نفسه تحاكي ما يتم من حوادث في هذه الدول ومن فوضى وتصرفات لا تخدم مصلحة بلدانهم.
* *
لكننا ونحن المشفقون على قطر، لن نسمح لأنفسنا بأن نغيّب النصيحة، ونتجاهل خطورة الأحداث، أو أن نضع دولة قطر خارج اهتمامنا بمصلحتها، فهي جزء من الجسد الخليجي والعربي والإسلامي، ومن مسؤوليتنا أن نراقب باهتمام تمردها على الصف الخليجي والعربي، ولا نفقد الأمل في إمكانية إصلاح ما أفسده الآخرون فيها.
* *
يهمنا أن تتجاوز الجزائر والسودان وليبيا محنتها، والموقف الصعب الذي تمر به شعوبها، وأن تنحى الدول من التدخل من التدخل في شؤونها، وتترك لمواطنيها اختيار ما يناسبهم من قرارات، وفق آلية وطنية صرفه، وبعيداً من أي عنف يمس سلامة المظاهرات السلمية.
* *
ونتمنى على قطر تحديداً، بمالها وإعلامها وإرهابها، أن تنأى بنفسها عن هذا السلوك المشين في التدخل بهذه الدول، وفرض أجندتها على المواطنين فيها، وأن تكفي شرها الذي تمادى ووصل إلى حد الإضرار المكشوف بالأشقاء في كل من السودان والجزائر وليبيا.