«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - محمد الفرج:
كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس عن إسقاط 11 طائرة حوثية مسيَّرة بدون طيار، وذلك أثناء انعقاد جلسات البرلمان اليمني في أسيون بحضور الرئيس اليمني وكبار المسؤولين.
وقال العقيد تركي المالكي لـ»الجزيرة» أمس: إن الدفاعات الجوية لقوات التحالف نجحت في إسقاط الطائرات قبل وصولها إلى أهدافها، وذلك باعتراضها، وتدميرها على الفور، لافتًا إلى أنها لم تؤثر في سير الاجتماعات، ولم تسجَّل أية إصابات.
وأوضح المالكي أن قوات التحالف قامت بجهود جبارة أثناء انعقاد المؤتمر، أسهمت في نجاحه؛ وهو ما شكّل ضربة قوية للمليشيات الانقلابية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بنادي ضباط القوات المسلحة بحضور الملحقين العسكريين لدول التحالف.
وأوضح المالكي أن المليشيات الحوثية حاولت تعطيل العملية السياسية البرلمانية، وهذا فشل من هذه المليشيات التي تعمل وتحاول الإساءة لليمن وأهل اليمن.. واستمرارها لتحدي الإدارة الدولية وتعطيل العملية السلمية.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة).. هل المشروع الإيراني في اليمن ما زال قائماً أم أن المشروع قد انتهى؟ رد المالكي قائلاً: المشروع الإيراني قد انتهى مع بداية العمليات العسكرية عام 2015م، ونحن مستمرون -بإذن الله- لتحييد هذا النفوذ الإيراني في اليمن، ومن يقف مع هذه المليشيات الإرهابية في المنطقة.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) عن استماتة الحوثيين على الحديدة والموانئ التابعة لها.. أوضح المالكي أن الحديدة تشكل مصدر دخل قوياً بأخذ الأموال الطائلة لدعم مجهودها الحربي من إيران، وتسخيرها لصالحها وليس لصالح الشعب اليمني، ومن المفروض أن تحول هذه الأموال للبنك المركزي لدفع الأموال للشعب اليمني ودفع الرواتب ولصالح الاقتصاد اليمني.
وأكد أن هذا العمل هو تهديد مباشر للدول الراعية للسلام في اليمن والعالم، حيث إن هذه المليشيات تسيطر على قطاع مهم جداً وحيوي للعالم في جنوب البحر.
وبيَّن أن تحرير الحديدة أمر مهم جداً للحكومة اليمنية وللتحالف، ولن تسمح الحكومة والتحالف باستمرار استنزاف هذا الميناء لصالح العمل الإرهابي والعدائي للشعب اليمني، ومع ذلك سوف تستمر في دعم جهود المبعوث الدولي لليمن حتى النهاية.
وحول سؤال بأن صحيفة بريطانية تقول إن التحالف يجند في صفوفه أطفالاً.. رد المالكي قائلاً: نحن نعرف ما هو القصد ويعرف العالم أن هذه الأخبار ملفقة وغير حقيقية، نحن لدينا مبادئ وأخلاق ولا يمكن للتحالف أن يجند الأطفال، والعالم يعرف من هو الذي يجند الأطفال في جبهات القتال، وقد بلغ عدد الذين تم تجنيدهم من قِبل الحوثيين ما يقارب نحو 18 ألف طفل، ولم نسمع بأن هذه الصحيفة وغيرها من الإعلام المعادي تتكلم عن هذه الخروقات عند الحوثيين، ومثل هذه التقارير عارية من الصحة تماماً، ولا نقبل تجنيد أي طفل في صفوف قوات التحالف حسب القانون الدولي، والأمم المتحدة شاهد على من هم الذين يجندون الأطفال.
وبيَّن المالكي أن السعودية سلمت 118 طفلاً كانوا على حدود السعودية في صفوف المحاربين، وسلمهم التحالف لذويهم بعد تأهيل العديد منهم.
وحول الصمت الدولي والصحافة العالمية على حصول المليشيات الحوثية على السلاح المحرم دولياً.. قال: يجب أن يكون هناك إعلام غربي وعالمي يتقصى الأحداث داخل اليمن حتى يعرفوا الحقائق على الواقع، وليس مجرد معلومات مغلوطة، الحوثي يستخدم سلاحاً محرماً دولياً، وهناك صمت مطبق، وهناك هالة إعلامية تقف في صف الحوثي من المنطقة ومن الدول الأجنبية، والحكومة الشرعية دائماً ترحب بزيارة أي موقع داخل اليمن لنقل الصورة الحقيقية عن الأحداث.
واستعرض المالكي جهود التحالف قائلاً: نحن سوف نواصل جهودنا مع الجيش اليمني لتحرير الأرض اليمنية وتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني.
وقال إن تبرع المملكة والإمارات بمبلغ 200 مليون دولار سوف يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني، وبيَّن أن المليشيات الحوثية بلغت خروقاتها نحو 3364 خرقاً بإرسال الأسلحة البالستية للأراضي السعودية، وفي الداخل اليمني، حيث بلغت 225 صاروخاً.
وأوضح أن التحالف استطاع ضرب مواقع عسكرية وأماكن لتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية من خلال صور جوية، ولم يكن هناك أية إصابات بين المدنيين، رغم أن هذه المليشيات تقوم بتخزين هذه الصواريخ والطائرات داخل الأحياء السكنية والمواقع المدنية وبجوار المساجد، كاشفاً أن هذه المليشيات تضع المواطنين دروعاً بشرية، وخير دليل على ذلك انفجار صاروخ داخل المصنع، نتج عنه وفيات في النساء والأطفال.
وبيّن أن العمليات العسكرية تسير وفق ما خطط لها، وأن هناك انتصارات في الجبهات كافة، وتم تحرير العديد من المواقع المهمة.
وكشف أن التحالف تتبع صواريخ زلزل في الكهوف، وتم ضرب العديد منها بالإضافة إلى استهداف العديد من المخازن ومواقع الاتصالات المتقدمة واستهداف معسكرات تدريب، بعد أن يتم التأكد من الأرض بأنه ليس بينهم أطفال، بالإضافة إلى مهاجمة عربات وراجمات صواريخ في عدد من المواقع.
وبيّن أن محافظة صعدة وحجة ما زالتا مصدر الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تطلق على المملكة.
وأشار إلى أن التحالف والجيش اليمني ألحق خسائر بالأرواح والمعدات لهذه المليشيات الحوثية، مبيناً أن التحالف قام بإنقاذ طقم سفينة تجارية داخل البحر الأحمر بعد اندلاع حريق بها.
واختتم المالكي بأنه لا يوجد أي طلبات من قبل أية منظمات لدخول المواد الغذائية والمشتقات البترولية لليمن، حيث إن أي طلب يتم معالجته خلال ساعات قليلة، موضحاً أن هناك مساعدات إنسانية لمرضى السرطان في محافظة عدن، حيث تم توزيع أكثر من 500 سلة غذائية عاجلة.
وفي النهاية رحب بالاتفاق البرلماني اليمني، وقال هذه خطوة إيجابية ونجاح سياسي للشعب اليمني ويمثل رأي هذا الشعب.