ناصر الصِرامي
سيأخذنا دمج الذكاء الاصطناعي في الإعلانات والحملات الإعلانية إلى مجال آخر، حيث سيسمح بفهم أكبر لخيارات المستهلكين؛ سيسمح للمعلنين بأن يصبحوا أكثر إبداعًا من خلال توظيف نهج شخصي أكثر تقاربًا وانسجامًا مع توقعات المستهلك، كل على حدة، وبشكل مباشر وشخصي.
والمستهلك - الشخص - أصبح في المقابل يحدد نوعية الإعلانات والرسائل التي تصله من خلال فهم الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر دقة لرغباته، وفي كل مرة، وليس بطريقة التسويق الجماعي هذه المرة، وإنما «التسويق الفردي» لكل مستخدم/ مستهلك/ متلقٍّ، بحسب نطاق اهتمامه ومجالات بحثه، وكل ما يتلقاه من رسائل ومعلومات، تحدد طريقة تعامله، مع إمكانية التنبؤ ومحاكاة رغباته واهتماماته.
لا شك في أن الإعلانات المستقبلية ستصل إلى المتلقين بشكل أكثر دقة وقوة بعد أن تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد فهمت متطلباته. ودائمًا لن تتمكن الإعلانات الذكية والتسويق الرقمي من تحقيق الأهداف إلا إذا كانت البيانات دقيقة، وقابلة للوصول والتحديث والمراجعة والإضافات بشكل مستمر طبقًا لنشاط وتفاعل المستخدم على شبكات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات التجارة الإلكترونية، وكل الأجهزة الرقمية وبرمجياتها.
هنا.. فإن التغيير المتوقع واللافت مع «التسويق الفردي» الذكي سيكون في التعامل مع الإعلانات والرسائل الموجهة، وطرق عرضها الجديدة، حيث النظر إلى الإعلانات على أنها أداة، وبدلاً من أن تكون مصدر إزعاج للمستهلكين ستصبح مفيدة جدًّا في توجهيها الدقيق؛ وهو ما يجنب - من جانب مقابل - إهدار أموال المعلنين في حملات غير مستهدفة، ومزعجة ربما، وتسيء إلى سمعة علامتهم التجارية..!