يوسف بن محمد العتيق
سعدت على مدى أسابيع عدة بتخصيص صباح يوم كامل من كل أسبوع لجولة مع اثنين من المهتمين في أحياء الرياض القديمة الواقعة في مدينة الرياض التاريخية (قبل السور) وما جاورها من الأحياء، مثل (منفوحة الجديدة).
ولمن لا يعرف فهذه الأحياء لها حضور تاريخي وسياسي واجتماعي كبير، ليس في العاصمة الغالية الرياض فقط، بل في كل أرجاء الوطن.
فمنطقة قصر الحكم وما حولها شهدت حضورًا عسكريًّا وسياسيًّا لا يُنسى في تاريخ الوطن، بل هي من شهد انطلاق الشرارة في توحيد هذا الكيان الكبير والعظيم.
وكذلك منطقة دخنة، وهي مهد العلم والعلماء الذين كان لهم دور كبير في نشر العلم والمعرفة في أرجاء الوطن كافة، ومن دخنة وفي دخنة كان الحراك العلمي الكبير.
وفي كل مكان من الرياض القديمة يقف الباحث مستذكرًا حوادث تاريخية ووطنية، يجب أن تنشر وتذكر، وأن لا يطويها النسيان.
وعلى ذكر أحياء الرياض القديمة لا بد من الإشادة بما كتبه بعض الباحثين في توثيق هذه الجهود، مثل ما نشرته الهيئة العليا لتطوير الرياض من كتب مهمة ووثائقية عن الرياض القديمة. وزادت قيمة هذه الكتب بأن صاحبها صور نادرة، وعليها الشروحات المعتمدة؛ فقد أصدرت الهيئة العديد من الكتب المميزة، مثل (الرياض.. التاريخ والتطور)، و(الرياض في عيون الرحالة)، وغيرهما.
وعلى الخطى نفسها، وبشكل أميز، سارت دارة الملك عبدالعزيز التي تنظر إلى تاريخ الرياض كما تنظر إلى تاريخ مكة والمدينة وبريدة وجدة وحائل وكل مدن الوطن.. إلا أنها كانت حاضرة كما عودتنا في الاهتمام بتاريخ العاصمة.
ولا ننسى جهودًا لأفراد كان لهم أكبر الأثر العلمي في توثيق معالم الرياض، مثل كتابات علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر والأستاذ خالد السلميان - رحمهما الله -، وكتابات الباحث المميز راشد بن عساكر، وغيرهم.
وقد أشرنا في هذه الصفحة في مقال سابق إلى قدوم مجموعة جديدة من الباحثين والمؤرخين، اهتموا بتوثيق مظاهر جديدة وأشكال أخرى في التوثيق، وهو توثيق الأسر والعوائل التي سكنت كل حي.
ومع هذا وذاك فإن العاصمة الغالية تستحق ذلك، وأكثر من ذلك من الجهود التي تحفظ تاريخ هذه المدينة المهمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
كيف لا وهي الرياض عاصمة القرار الدولي.