فهد بن جليد
وجود بطاقة غذائية تعريفية على (أكياس التمر) أمر في غاية الأهمية، ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، الذي ترتفع فيه وقُبيله مبيعات التمور بشكل ملحوظ، نتيجة حضور التمور المُتميز على مائدة رمضان بشكل أكبر من حضورها اليومي في مجالس السعوديين، إضافة لزيادة الصدقات بالتمور في هذا الشهر، حتى وقت قريب لم تكن لهذه البطاقة قبول أو أهمية عند الناس الذين يكتفون بفراستهم واجتهادهم ونظرتهم وبالتذوق، وسؤال البائع عن المصدر والسعر؟ والاكتفاء بذلك دون البحث عن بطاقة تعريفية بالمنتج ومعلوماته.
هيئة الغذاء والدواء ألزمت البائعين والمُورِّدين بوضع بطاقة تعريف باسم المُنتج ونوع الصنف، وبلد المنشأ واسم الصانع أو المُعبئ، وتاريخ الصلاحية، وأي معلومات أخرى في حال وجود إضافات وعبارة «محفوظ بالتشعيع» في حال استخدم، وهذا جهد كبير تشكر عليه الهيئة التي أتمنى أن تتوجه للمُستهلك وتتحدث معه أكثر، لتوعيته وتنبيهه بضرورة توفر مثل هذه البطاقة والمعلومات والتراخيص اللازمة لحصوله على المنتج الجيد، والآمن، غير المغشوش، لاسيما أنَّ مبيعات التمور طوال العقود الماضية تتكاثر وتتصاعد -حتى اليوم - دون تنظيم وبشكل عشوائي عند أبواب المساجد، وعلى جنبات الطُرق والإشارات، فالتمور من أشهر المُنتجات التي يمكن أن تُعرض على (كبوت أو شنطة) السيارة في أي مكان، دون أن يعرف أحد اسم البائع أو صلاحية المنتج أو مصدره، بل قد يكون البائع نفسه ضحية لشرائه بالجملة لمُنتج مُغلف وجاهز للعرض دون معلومات، وهذا أمر لم يعد مقبولاً في هذا الزمن.
لا جدال أو خلاف حول فوائد التمور وإعجازها الوارد في القرآن والسنة النبوية، ولكن طريقة تعاطينا المجتمعية مع المُنتج اليوم تحتاج إلى فهم أكثر وتصحيح لبعض المعلومات والطرق الخاطئة، خصوصاً وأنَّ زراعة التمور توسَّعت مع استخدام المبيد والكيماوي في المزارع، ما يتطلب التعامل مع التمرة بشكل مُختلف عمَّا مضى، وهنا خطوة أخرى بدأت بها هيئة الغذاء والدواء لضرورة غسل التمر بماء حار للتقليل من بقايا المبيدات والمواد الكيميائية، إضافة لنصائح حول التخزين الصحيح، وهذا الدور والحضور الذي تلعبه الهيئة فيما يخص التمور -مقدَّر- ويحتاج إلى مُضاعفة في الأيام القادمة لناحية الكثير من المعلومات المغلوطة؟ حول بعض أنواع التمور ومحتوياتها وفوائدها؟ والتي ضلَّلت المستهلكين والمرضى، مع قناعة البعض بأن التمور لا تاريخ صلاحية لها، ولا يمكن أن تفسد أو تتعفَّن.. إلخ، الحل يكمن -برأيي- في تخليص التمور من العشوائية في حصدها وتغليفها وتخزينها وبيعها، فكل محطات هذه الرحلة تحتاج إلى إعادة تنظيم، وترتيب، لا سيما وأنَّ التمور قوة اقتصادية عظمى لا يُستهان بها.
وعلى دروب الخير نلتقي