د.عبدالعزيز الجار الله
قيام الثورات العربية، الربيع العربي عام 2010م: تونس، مصر، ليبيا، سوريا واليمن ساهم في قيامها: إيران وتركيا وقطر وأوروبا وأمريكا. وكان الهدف هي خلق الفوضى السياسية والاجتماعية وتقسيم الدول العربية.
أما عام 2019 م فقد حدثت ثورات الربيع العربي نفسها في ليبيا والجزائر والسودان، ومرشح دول أخرى تنضم لها، لكن هذه الثورات مختلفة عن سابقتها ربيع 2010م باستثناء ليبيا لأنها تمت عبر رأي سياسي جماهيري وقيادات مهنية وجمعيات المجتمع المدني والجامعات، فكانت مطالبتهم مختلفة عن عام 2010 التي كان شعارها (أرحل)، إنما كان شعار الثورة الحالية تغييرالإدارة السياسية والاقتصادية والمهنية، بمعنى تغيير في نظام إدارة البلاد إدارة مدنية إصلاحية تحارب الفساد وليس من عسكر إلى عسكر ومن أحزاب نمطية راكدة، بل الحكم عبر الفكر الاقتصادي والاستثماري والسياسي الجديد. الجماهير تبحث عن فكر وإدارة حيوية، حيث أصبح العالم في أوروبا والشرق الآسيوي وأمريكا الجنوبية يتحدثون عن هذا النوع من الإدارة، ويتوقع أن تحدث في العالم ثورات وربيع سياسي قد تشابه المتطلب العربي ومنطلقاته بصفته تجارب قائمة.
الثورة العلمية والتقنية وما نعيشه من الدخول في الثورة الصناعية الرابعة العالمية التي ترتكز على التطوير التقني والقوة الاقتصادية، وعلى توسع المعلومات وانتشار التعليم الجامعي الذي جاء بمقررات وتخصصات جديدة، إضافة إلى التطور التقني السريع للاتصالات والأجهزة الذكية، هذه مجتمعة هي سبب الثورات الشعبية على الأقل في الوطن العربي، الربيع العربي الثاني 2019 الذي يعتمد على ترتيب وتنسيق بين قيادات الشارع والقيادات المهنية التي كانت مغيبة في ربيع عرب 2010م.
دول العالم أجمع - وليست الدول العربية - التي ستبقى راكدة ولن تستجيب لحركة الاقتصاد الجديد والثورة الصناعية الربعة ولم تجدد نمط إداراتها وفقًا للثورة العلمية الجديدة مثل أوروبا وتحديدًا فرنسا ستجد نفسها داخل تيار المظاهرات والقلاقل من أجل تحديث الإدارة السياسية والاقتصادية، ودول أخرى على وشك الانهيار إذا استمرت في تجاهل واقع العالم الجديد.