د. محمد بن صالح الحربي
منذ أبريل 1979 وبعد إعلانها جمهورية إسلامية وهي مستمرة في نهجها وسياستها الراسخة كدولة راعية ومصدرة للإرهاب وإشاعة الفوضى والدمار محلياً وإقليمياً ودولياً لمواصلة زخم الثورة المزعومة وضمان السيطرة والبقاء في الحكم وذلك بالتلاعب والانتهازية المقيتة لمشاعر وأوضاع شعوب الدول الاجتماعية والمعيشية وخاصة التي تمكنوا ولو نسبياً بالتدخل أو التوغل فيها, عبر الحرس الثوري وجناحه الرئيس فيلق القدس المحرك الرئيس لأذرعهم المدمرة في الخارج.
لم يتمكن رجال الدين في إيران من بناء دولة مؤسسات حديثة، وخسرت إيران أقرب حلفائها، وتهاوى اقتصادها، وانغمست في حرب استنزاف طويلة مع العراق، امتدت لثماني سنوات، خلال تلك السنوات وما تلاها، اتخذت حزمة إجراءات وأساليب معتمدة من نظام الولي الفقيه في تصدير الثورة وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
الإجراءات والأساليب الممنهجة باعتماد النظام الإيراني على شن هجمات إرهابية بالوكالة..
شن النظام الإيراني ما بين عامي 1983 و1984 أكثر من مئة عملية إرهابية، عبر مجموعات وتنظيمات دينية أشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريبها وتجهيزها وتمويلها، كجماعة حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية وتنظيم جند الله.أسفرت تلك الهجمات الإرهابية حسب وثيقة CIA عن سقوط 31 قتيلاً، ونحو 172 جريحاً، و8 مختطفين. نفذت إيران جميع تلك الهجمات الإرهابية خارج حدودها.
مسلسل خطف الطائرات..
ما بين الأعوام 1985 و1988م، دشّنت إيران مرحلة جديدة من الإرهاب الدولي.. ففي 14/ يونيو/ 1985م، قام عملاء المرشد الإيراني في بيروت، باختطاف طائرة ركاب مدنية تابعة لشركة «تي دبليو أي» الأمريكية المتجهة من أثينا إلى روما تقل نحو 153 مسافراً.. احتجز الخاطفون ركاب الطائرة لأكثر من أسبوعين، وقاموا خلال عملية الاحتجاز بقتل مواطن أمريكي ورمي جثته في مدرج المطار. كما اختطف عملاء إيران طائرة الخطوط الجوية العراقية عام 1986م لتسقط بعد اختطافها وتودي بحياة أكثر من 60 مسافراً. وفي 1988م، قام عملاء إيران من حزب الدعوة الإسلامية باختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية؛ وقتل مواطنان كويتيان من بين 90 راكباً كانوا على متنها.
الحرس الثوري (فيلق القدس)
استخدمت إيران الحرس الثوري «فيلق القدس» لتعزيز تدخلاتها في الخارج، وتوفير غطاء للعمليات الاستخباراتية، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وقد اعترفت إيران بمشاركة الحرس الثوري فيلق القدس في الصراعات الدائرة في العراق وسوريا، ويعد الحرس الثوري الإيراني «فيلق القدس» الآلية الرئيسية لإيران لزرع وكلاء إرهابيين ودعمهم. ومن خلال الحرس الثوري تدعم إيران جماعات تصنفها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إرهابية، وتوفر التمويل والتدريب والسلاح والمعدات لها. ومن بين الجماعات التي تتلقى الدعم من إيران هناك حزب الله اللبناني، وجماعة الحوثي في اليمن وحماس والجهاد الإسلامي وكتائب حزب الله في العراق والبحرين، وغيرها على سبيل المثال مجموعات الشيعة الأفغان: (فاطميون) والمقاتلون الباكستانيون (زينبيون) الأجانب الذين جندتهم إيران ليقاتلوا في سوريا لدعم نظام الأسد، مما منح إيران قوة استطلاعية محتملة يمكنها أن تعيد انتشارها في سبيل زعزعة الاستقرار في مناطق أخرى.
تكتيكات غير تقليدية
تتحول إيران في كثير من الأحيان إلى تكتيكات غير تقليدية للحفاظ على أذرعها ومساعدتهم، وهذه تشمل تجنيد مقاتلين أجانب واستخدام الأطفال كجنود حرب، واستخدام خطوط جوية مدنية وتجارية لتسهيل نشاطات عسكرية خبيثة.
عدم الالتزام بالقيود
فشل النظام الإيراني لسنوات في الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجه الصاروخي من قبل المجتمع الدولي.. وشاركت إيران في العديد من عمليات إطلاق الصواريخ منذ عام 2010 في انتهاك لقرار مجلس الأمن 1929، وما زالت تنفذ عمليات إطلاق تتحدى فيها قرار مجلس الأمن 2231، والذي تم اعتماده كجزء من خطة العمل المشتركة الشاملة. كما تم توثيق الانتهاكات الإيرانية السابقة لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالانتشار الصاروخي والنووي والتقليدي من قبل مختلف لجان خبراء الأمم المتحدة، من جهتها تقدر الولايات المتحدة أنه في يناير 2017، أجرت إيران عملية إطلاق لصاروخ متوسط المدى يعتقد أن اسمه خرمشهر. وقد تم تصميمه لنقل حمولة لا تقل عن 1500 كيلوغرام ويمكن استخدامه لحمل رؤوس حربية نووية. ويبلغ نطاق الصاروخ 2000 كيلومتر على الأقل، وهو ما يكفي للوصول إلى بعض الدول الأوروبية.
وأخيراً نستطيع القول، إن ذلك يمثل سياسة النظام الإيراني ونهجه الذي دأب عليه، مدى أربعة قرون، وبالرغم من امتلاكه ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، ورابع احتياطي عالمي من النفط الخام، إلا أنه اقتصاد هش (هو من بين الأضعف عالمياً) مقارنة بعدد السكان ومع ذلك استمر في سلوكه المدمر بالمنطقة من خلال تمويل ودعم الإرهاب وبرنامج الصواريخ والالتفاف على العقوبات والتهديدات البحرية والأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان عبر الحرس الثوري الذي تم تصنيفه منظمة إرهابية.