نوف السمرقندي
إن الإثارة هي عنوان المرحلة وإذا أخذنا بأسباب الجدال نجدها أكثر من مسبباته..
ولعل البعض أصبح يقيم وجوده بكثرة الجدال.
في كل المجالات سواء في محيط تخصصه أو التي لا شأن له بها تمامًا.
ومنهم المفندون من أجل التفنيد فقط!
الذين وكلوا أنفسهم ليكونوا في مواجهة رواسب الصحوة وإن لم يكونوا من الثقات في ممارساتهم الحياتية، والفكرية.. ولم يتمتعوا بالنزاهة الكافية للمواجهة بشكل علمي قادر على فرز الأكاذيب وإرساء قاعدة الحقيقة..
ولا أرباب الصحوة أنفسهم خلت مأربهم من أهداف شخصية..!
وفي كلا الطرفين كان هناك رجال ثقات قدموا آراءهم بنزاهة ولم تأخذهم في كلمة الحق لومة لائم.
نعود لحروب التشكيك التي اندلعت مؤخرًا التي لم تقم على أساس علمي، أو هدف، حيادي قامت على هدف الثأر من السرقات الحياتية التي تمت في الماضي التي كان طرفها الظاهر للناس هو رجال الفقه.. الذين استقوا أحكامهم وآراءهم الفقهية على خلفيات خاطئة بعض الشيء..
وأخذوا بلهجة التحريم العالية كل مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية فلم يفرقوا بين ما هو ديني، وما هو على سبيل العادة، وبين ما هو هوى نفسي، وقيادة ذكورية لأمم غلبت عليها البساطة الفكرية.. والتي كانت محتكرة بين تيارين فقط ليبرالي، وإسلامي..
وبعد الانفتاح الفكري تغيرت لهجة البسطاء وأصبحوا هم من يحملون راية الفكر الجديد.
بما حثهم خوفهم على ثوابتهم الدينية، والاجتماعية.
وقد نتفاجأ إذا وجدنا أن ثقافة الفرد التي كانت بسيطة في السابق أصبحت تناهز كل ثقافات الماضي القاصرة أو المغرضة في سبيل أهدافها.
أصبح التنوير هو شعار المرحلة بشقيه الحياتي والديني..
الذي أحدث هذا التوازن هو الفرد الذي ملك المعلومة الصحيحة بعد كل التشكيك الذي حدث في الماضي وهذا هو المسار الطبيعي للحدث..
أما التيارات البائدة التي تحاول أن تناهض وجودها
وتأخذ بثأرها دون ثوابت علمية صرفة..
أصبح صوتها مجرد محاولات للبقاء..!
فلا التيار الليبرالي هو المبحر في علوم الرسالات
ولا التيار الديني قادر على درأ شبهات الشك.. في أهدافه السياسية..
إن الأفراد الآن هم صوت الحقيقة التي أفرزتها حروب التشكيك.، بما يحملون من الغيرة على أديانهم، ومجتمعاتهم دون أي أغراض تعيق تقدمهم حضاريًا.