بدعوة كريمة من الإخوة الأفاضل:
(1) نجر الحميدي.
(2) حزام المقاطي.
(3) عبد الله النغيثر.
تمت -بحمد الله- زيارة محافظة الدوادمي، ومدينة الشعراء، من قبل أصدقاء الماضي والحاضر من مختلف مدن ومحافظات المملكة في أوائل الشهر الحالي، وقد توافد الجميع في مساء يوم الجمعة على استراحة أنيقة وجميلة وواسعة ومهيأة لهذا الغرض، وكذا متطلبات الزائرين، وبعد صلاة العشاء اجتمع الجميع في صالة فخمة جدا، وتبادلوا أطراف الحديث، وذكريات الماضي، ثم قدم بعض الشعراء بعض القصائد الجميلة، التي أضفت على الاجتماع نوعاً من المرح والفرح، كما قدم البعض بعض الطرائف والحكم، حيث تحول الاجتماع إلى منتدى ثقافي في حدود الساعتين، بعدها دُعِيَ الجميع من قبل المضيفين إلى تناول طعام العشاء الفخم الأنيق، ثم بعد ذلك عادوا إلى المكان مرةً أخرى، والعودة لاستكمال برنامجهم الأول من أداءٍ للشعر والقصص والحكم، وذكريات الماضي الجميل، حتى منتصف الليل، بعد ذلك تفرق الجميع إلى غرف النوم الفخمة والمهيأة بكل ما يحتاجه النائم من راحة، ونظافة، ومتطلبات النوم المختلفة، وعند فجر يوم السبت نهض الجميع لتأدية الصلاة، ومن ثم التوافد على الصالة الفخمة لاستكمال ما تبقى من أحاديث الليلة البارحة مع توافر القهوة والشاي والأشياء الأخرى.
وفي الساعة الثامنة من صباح السبت أُولِمَ للجميع مأدبة إفطار متنوعة من الأكلات الشعبية المحلية، بالإضافة إلى محتويات الإفطار الأخرى الجميلة، بعدها استعد الجميع لركوب الحافلة الفخمة، التي أعدت للجولة التراثية، والتي بدأت الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد الظهر.
وقد شملت الجولة معالم محافظة الدوادمي الكثيرة، وحدائقها الجميلة، وشوارعها الفسيحة، بشرح وافٍ وواضح من متحدث الرحلة الخلوق، ومما تمت زيارته من الحدائق تلك الحديقة الكبيرة التي هُيِّأَتْ للزائرين، وخُصِصَ أحد أركانها للرسومات الجميلة التي قام برسمها بعض الهواة، والهاويات، والتي توضح مدى محبة ولاة أمرنا ووطننا.
بعد ذلك تحرك الجميع لزيارة مكتب الهيئة العامة للسياحة، الذي استقبلنا مديره بالترحاب والكرم وأعطانا شرحاً مفصلاً عن الأماكن السياحية بمحافظة الدوادمي، كان أبرزها قصر الملك عبد العزيز -رحمه الله- والذي انتهى بناؤه في سنة1350 هـ، ولقد دخلنا إلى القصر وتجولنا به ومحتوياته من مسجد وأفنية ومكتب للبريد ومكان للسكن ومحتويات أخرى كثيرة، وهو آية في التصميم، والتنظيم، والسعة، والمداخل، الجميلة، بعد ذلك ودعنا مدير مكتب السياحة حيث ذهبنا إلى مدينة الشعراء الأثرية، والتي تبعد عن محافظة الدوادمي 35 كم، وهي من مدن المنطقة الوسطى ومعروفة بهذا الاسم قديماً وحديثا وبها جبل ثهلان الشهير، الذي تحدث الشعراء عنه كثيراً، وقالوا به شعراً أكثر ومما قال به الشاعر الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتاً دعائمه أعز وأطول
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه
ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
فادفع بكفك إن أردت بناءنا
ثهلان ذا الهضبات هل يتحلحل
وقد سمي نادي الشعراء الوحيد باسمه نادي ثهلان الرياضي..
وصلنا إلى مدينة الشعراء واستقبلنا شباب كرام من أهلها وأخذونا في جولة تراثية ممتعة، حيث زرنا منازل بعض الأسر الكبيرة في الشعراء والسوق القديم والمساجد التراثية، الجميلة، حيث أدينا صلاة الظهر في أحداها وكانت بحق زيارة تراثية مكملة لزيارة الأماكن التراثية في محافظة الدوادمي، بعد ذلك رجعنا إلى الدوادمي، وفي تمام الساعة الثانية ظهراً دلفنا إلى قصر أحد الداعين الذي استقبلنا بحفاوة واجتمع الجميع، وبعد الترحيب من قبل المضيفين وإبداء بعض الأحاديث والشعر من قبل بعض الشعراء دُعي الجميع إلى وليمة الغداء الفخمة التي أعدت بالمناسبة، بعد ذلك استأذن الجميع ورجعوا إلى مقر السكن وودعوا الداعين الثلاثة وشكروهم كثيراً على حسن الكرم، والاستعداد الكبير، والضيافة الفخمة، وفقهم الله. وباسمي وباسم زملائي المدعوين أشكر إخواننا الكرام على دعوتهم وكرمهم وتواضعهم وترحيبهم وجمال أخلاقهم، وفي النهاية ليعذرني الجميع ممن قابلتهم ولم أتمكن من ذكر أسمائهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.