فهد بن جليد
شعرتُ بالخجل وأنا أتابع المقطع المصوَّر الذي أرفقه وكيل شؤون الطلاب لذوي الاحتياجات الخاصة عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور وجدي وزان مع تغريدة له، يعتذر فيها عن عدم تمكنه من المُشاركة في معرض ومؤتمر التعليم العالي الذي اختتم يوم أمس بالرياض، بسبب عدم السماح له بصعود الطائرة، بحجة عدم وجود مُرافق، كونه يجلس على كرسي مُتحرِّك.
هذا أمر مؤسف جداً أعطى صورة خاطئة عن نظرة شركاتنا ومؤسساتنا الوطنية لهذه الفئة الغالية التي يفترض أن تحظى بالاهتمام والعناية التي تستحقها، ولو بتخصيص أحد الملاحين للتدخل عند الحاجة، فالمنع من صعود الطائرة يعني عدم الاعتراف بأهلية هذا المُسافر وعجزه، وهذه نظرة مؤذية تتنافى مع أبسط حقوق المعوّقين في القيم والأخلاق السعودية العريقة، ولا تتناسب مع روح ونص اللائحة الجديدة لحماية العملاء في النقل الجوي، والتي تفرض غرامة مالية إذا لم يراع الناقل أو مشغل المطار أو مقدِّم الخدمة الأرضية احتياج هذه الفئة، أو رفض الإركاب بعد الحصول على تذكرة وحجز مؤكّد، وأرجو هنا عدم التحجُّج بأنَّ المُسافر لم يفصح عند طلب الحجز، فالتعامل بسلبية بالتبرؤ من خدمة الدكتور الوزان وعدم السماح له بصعود الطائرة تحتاج إلى اهتمام وعناية ومُحاسبة أو توضيح للموقف بمُبرِّرات مقبولة وخصوصاً أنَّه كان بالإمكان التوصل إلى أكثر من حل مقبول لضمان سفر الراكب.
تجاهل خدمة المُعاقين أمر شائع عند مقدِّمي الخدمة في بعض المؤسسات والشركات التي تخضع خدماتها لمزاج ونفسية الموظفين، ومن ذلك فرض غرامة مالية على أي سائق أجرة يتهرَّب من نقل مُعاق على كرسي مُتحرِّك ليُقابل مجتمعنا ذلك بمبادرات رائعة لأشخاص يشعرون بالمسؤولية - انظر مقالي المنشور في 29 أكتوبر 2013 بعنوان ( ألو تاكسي) أنا مُعاق!- وربما يأتي جهلاً من بعض المُتعلّمين وشاغلي الوظائف المرموقة - انظر مقالي المنشور في 2 نوفمبر 2018 بعنوان (مُعاق لا تتبرع بالدم)- أمَّا المؤسسات العريقة والعملاقة فهي تملك أدوات وخطوات تفاخر بها تضمن خدمة هذه الفئة العزيزة، وربما إدارات كبرى خُصِّصت لمُساعدة المُسافرين من أصحاب الإعاقة - انظر مقالي المنشور في 3 يوليو 2016 بعنوان (أصحاب الإعاقة في مطاراتنا)- هذه الفئة تستحق الاهتمام اللائق والرعاية الإنسانية وكرم الضيافة والاعتزاز بالخدمة، لا الحرمان من السفر، وهو تصرف في منتهى السلبية وحتماً لا يُرضي مسؤولي الخطوط ولا هيئة الطيران المدني، وأنا على يقين أنَّه لو علم أحد من المُسافرين الآخرين لتبرَّع بمُرافقة الدكتور وخدمته، فكيف بالملاحين، الدكتور استطاع إيصال صوته، فمن يُصغي لمسافرين آخرين تقطَّعت بهم السُبل؟ على طريقة (مُعاق لا تركب معنا).
وعلى دروب الخير نلتقي.