د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
مَن منا لا يعرف المعادلة البسيطة: الفرد زائد الأسرة يساوي المجتمع؟ الأسرة عماد الوطن، ومرتكز تنميته وازدهاره وتطوره. ولضمان نجاح التنمية فلنهتم بأمور وقضايا أسرنا، الأم والأب والأبناء والبنات. مطالب الأسرة ترتبط بمستوى التنمية في نواحيها المتعددة: الاجتماعية والاقتصادية، نعم والسياسية. ماذا تريد الأسرة؟ وماذا يريد أفرادها؟: السكن المعقول، والعناية الصحية، وفرص التعليم، وفرص العمل. باختصار الأسرة تريد عناية بالجسد وبالروح. إنهما شيئان متلازمان تأكيدًا للمقولة التي نحفظها منذ سنين: العقل السليم في الجسم السليم. كذلك من احتياجات الأسرة: السكن في حي معتنى به شكلاً ومضمونًا.. حي نظيف، حي تتوافر فيه الخدمات، وقبل ذلك وبعده حي آمن. باختصار: تريد الأسرة رغد عيش وأمنًا. إذا ما تحقق ذلك تحققت التنمية، وتحققت أهدافها، وإن لم يكن فستظل الأسرة والمجتمع والوطن كله يدور في حلقة مفرغة، وإن طبّل الإعلام وزمّر فسنسمع جعجعة، ولن نرى طحينًا.
وهنا سؤال يطرح نفسه، يلخص لنا الموضوع: كيف السبيل لتحقيق التنمية، وحل معضلة التنمية ومعادلتها؟ العناية بالأسرة وبأفرادها تتحقق عندها أهداف التنمية، وعندها يتطور المجتمع والوطن. ومن عناصر ذلك: الاهتمام بأنحاء الوطن دون حيف، ودونما الاهتمام بمناطق على حساب أخرى. العدالة في توزيع الفرص التنموية، جغرافيًّا ومكانيًّا، بين المناطق والأقاليم، وحتى بين المجاورات السكنية. وإن لم يكن ذلك فسنظل ندور في حلقة، بل حلقات مفرغة كما ذكرتُ آنفًا.