د.عبدالعزيز العمر
أقول، وعلى طريقة معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان: سألني سائل: لماذا حصرت مقالاتك الصحفية داخل المجال التعليمي رغم أنك بدأت الكتابة في هذه الصحيفة الموقرة قبل فترة ليست بالقليلة؟ وتابع قائلاً: أُفق الكتابة الصحفية أوسع وأشمل من أن تضيقه في مجال التعليم. فأجبت السائل بقولي: إني سأبقى أكتب في مجال التعليم فقط طالما وجدتُ الفرصة لفعل ذلك؛ وذلك للسببَيْن الآتيَيْن: أولاً أنا لا أحب أن أكون كاتب سيرك، أقفز من حبل إلى حبل. أنا أكتب في مجال تخصصي الذي بدأ اهتمامي به قبل 45 عامًا، ولا يزال، بل مارسته في التعليم العام (معلمًا)، وفي التعليم العالي (أستاذًا جامعيًّا وباحثًا)، ثم إني درسته في إطار ثقافتي المحلية، وفي إطار الثقافة الغربية.
ثانيًا: مستقبل بلادي (بل مستقبل كل بلدان الدنيا) لا يقرره ولا يحدده سوى التعليم، وتحديدًا التعليم ذا الجودة والنوعية العالية فقط. فلا يوجد اليوم بلد متطور متقدم إلا وكان التعليم نقطة انطلاقته الحقيقية. هذا بشهادة المفكرين والقادة السياسيين في تلك البلدان (سنغافورة والهند مثالاً)؛ فقد وصف الرئيس الأمريكي أوباما المعلمين ذات يوم بأنهم بناة أمة. إنني على يقين تام بأن كل من يكتب، وبالذات في مجال التعليم، صادقًا ومخلصًا إنما يضيف «مدماكًا» إلى بنيان وطنه الشامخ، مع عدم التقليل من شأن الكتابة في أي مجال آخر. أنا لا أكتب في مجال التعليم فحسب، بل أكتب في مجال تعليم 21، أي التعليم الذي يتوافق مع تحديات ومستجدات القرن الحادي والعشرين.