ناصر الصِرامي
انتهى عصر الحملات الإعلانية التي كانت تنفذها العلامات التجارية، وتجار التجزئة والخدمات للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.
التسويق الإلكتروني أو التسويق الرقمي، والآن التسويق الاجتماعي، بعد أن أصبحت حملات التسويق تعتمد بشكل متزايد على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، متفوقة على البريد الإلكتروني وخداع محركات البحث وجهد المواقع الإلكترونية من أجل التفاعل.
الإعلان الإلكتروني يعطي فرصًا متساوية في القدرة على التسويق بشكل يتوازى مع حجم أي شركة، فرصة جيدة جدًا للشركات الناشئة للدخول في مساحة منافسة أكبر، سابقًا، وفي الإعلانات التقليدية تتصدر الشركات الكبيرة لقدرتها على الدفع أمام ارتفاع التكلفة، مما يجعل مهمة الشركات الناشئة على المنافسة صعبة للغاية. الآن أصبح التسويق الرقمي يقدم فرصًا متساوية حسب الميزانية المتاحة، فيما أصبحت صناعة المحتوى الرقمي سوقًا تنمو بشكل متصاعد، وتزخر بالابداع والفرص.
لقد أتاح استخدام الذكاء الاصطناعي والخوارزميات للشركات الوصول المباشر إلى المستهلكين المهتمين بمنتجات هذه الشركات، وأصبحوا مبرمجين على القيام بذلك.
لكن كل هذه التطبيقات والبرمجيات والبيانات والقراءات، لم يكن لها أن تحقق النجاح، لو لا قدرتها المتنامية لإتاحة فرص كبيرة للشركات للتواصل مع عملائهم المحتملين بطريقة شخصية.
ما يجذب العلامات التجارية إلى التسويق الرقمي، هو أنه يتيح لها معرفة عملائها بشكل أفضل وبالتالي إضافة محتوى/ منتج يلبي احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل الآن وفي المستقبل!.
تأتي أول خطوة في التسويق الرقمي من قبل قراره -المستهلك- بالشراء أصلاً، حيث يتيح تتبع عملية تصفح بيانات المستهلكين عبر المواقع/ التطبيقات المختلفة باستهداف التكنولوجيا للبائعين لطرح مجموعات متنوعة من المنتجات وفقًا لترغبات المستهلكين. وبالتالي جذبهم إلى منتج/ محتوى يحاكي رغباتهم دون أن ينتبهوا لذلك غالبًا، وتضع مشاركة الذكاء الاصطناعي في الإعلانات عبر الإنترنت هذا الاتجاه في الاعتبار؛ وذلك من خلال التقاط إشارات ضعيفة ودمجها مع البيانات الأخرى، ليجد المستهلكون، الذين كانوا لا يخططون لإجراء عملية شراء، أنفسهم أمام مجموعة متنوعة من المنتجات التي تدخل ضمن اهتماماتهم ورغباتهم!
إلا أن الذكاء الاصطناعي سيذهب إلى ما هو أكثر دقة من ذلك، باستخدام توقعات تتنافس في الدقة والذكاء وموجه بشكل مباشر وشخصي لكل فرد.
لكنها أيضًا تمنح المستهلك في المقابل إمكانية جديدة تساعده على اتخاذ أفضل القرارات خلال تسوقه وبحثه بشكل فردي.
إنها النهاية لعصر الحملات الإعلانية.