د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
عنواني التقاط محفز من عنوان ورشة عمل فاخرة دُعيتُ لها؛ عُقدتْ في مستهل هذا الشهر «4- 4 - 2019» لرسم خريطة طريق المرأة السعودية رسمًا ممنهجًا بقواعد راسخة وخطوط واضحة، ووفق رؤية بلادنا المستقبلية الطموحة؛ وذلك ضمن مشروع إستراتيجية المرأة السعودية التي يعمل عليها مجلس شؤون الأسرة؛ وتلك الورشة امتداد للمشاريع المنبثقة من المجلس الذي تشكل منذ عامين بقرار سامٍ كريم تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية؛ وحمل المجلسُ أهدافًا طموحة حيث يرمي إلى «تعزيز مكانة الأسرة ودورها في المجتمع والنهوض بها، والمحافظة على أسرة قوية متماسكة ترعى أبناءها وتلتزم بالقيم الدينية والأخلاقية والمثل العليا».. وأجزم أن أي فكرة تصنع متكآت وثيرة للمرأة في بلادي لتصنع المرأة بدورها اختلافًا هي فكرة مبدعة حتمًا،
وأجمل ما يمكن استشرافه من البدايات الحالية لمشروع خريطة طريق المرأة أن الفكر النسائي السعودي بات جزءًا من المسؤولية الوطنية في صناعة القرار، فكانت الصيغ التي اتكأت عليها معلومات الخريطة المرتقبة مؤشرًا لليقين الصادق بأن الخطاب التنموي سوف يحتشد بفعل المرأة السعودية وتفوقها في القرار والعمل والنتيجة؛ وأن كل المنابر الإعلامية المحلية والعالمية سوف تصدح في الآفاق بحكاية «السعودية» التي تحتفي بنسائها؛ وأنّ كل المشاريع والبرامج والقرارات الموجهة للمرأة السعودية تتسابق الآن كشلال ضوء تأسيسًا على أن التنمية الوطنية إستراتيجية لا بد أن تتعاضد كل القوى الوطنية لتُقيم أوتادها حيث إن تلك القوى قد حظيتْ بمقومات تلك المشاركة تعليمًا وتأهيلاً وإعدادًا؛ ومن شواهدنا الوفيرة أن الخطاب السعودي التنموي اليوم لا يوجد به تحييد أو انحياز؛ بل منظومة متكاملة تستقطب القدرات السعودية أيًا كان نوعها؛ وتشترط حزمًا وتفصيلات من الوفاء تكون في وجدان كل مواطن ومواطنة لوطننا الأشم؛ وتعي أيضًا أهمية الدعم لمتطلبات المجتمعات التي تشكِّل الأسرة جُلّها...
وعندما تبنّى مجلس شؤون الأسرة رسم المنهج السعودي الذي يرسم الطريق للمرأة السعودية تحت مصطلح «الخريطة « فإن العمل في محطات المشروع ومفاوزه ونوافذه قد تجلتْ في جهود منظمة عميقة نحو تأسيس المنصات النسائية في وضح النهار.
سُلالةُ نُورٍ.. ليس يُدركها اللمْسُ
إذا ما بدا أغضَى له البدرُ والشمس
ودائمًا ما تؤكد بلادنا في كل المواقف «إيمانها بالمرأة كعنصر مهم من عناصر قوة المجتمع، وأن تمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وتوفير مناخ آمن وخدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، مع ضمان تمتعها بحقوقها الكاملة في جميع المجالات، سيسهم في دفع عجلة التنمية بما يحقق رؤية المملكة للتنمية المستدامة».
وأعود لورشة العمل الفاخرة التي أشرقتْ من خلالها المعلومات وبيانات المشروع والتطلعات حيث ارتفع منسوب الثقة في نواتج المشروع من خلال السقف العالي جدًا لأسلوب استخلاص متطلبات بناء خريطة الطريق ومن خلال الأهداف المقنعة للورشة فكان الوصول إلى الطريق ميسرًا وحافزًا «تحديد القيم المرتبطة بالبيئة الداعمة للمرأة/ تحديد التطلعات للمرأة السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة «تحديد الرؤية المستقبلية للمرأة السعودية» وهكذا كانت مجريات الورشة عملاً مهيبًا في مقصورته انطلقت منه عاديات تؤطر للقيم العليا في شريعتنا الإسلامية التي تُعدُّ التزامًا يصنع الانطلاق نحو تمكين المرأة ومكانتها المجتمعية المستقاة من كثير من قيم الإسلام النبيلة، واستدارت مخرجات الورشة نحو كثير من الأبواب المرئية فكانت المقارنات المعيارية فيما يختص بحيازة الحقوق ومنهجية التمكين للمرأة في بعض الدول؛ ومدخل آخر بزغت فيه برامج الرؤية الوطنية العملاقة 2030 المرتبطة بالمرأة كشريك أصيل للرجل في حزمة من المبادرات «برامج التحول الوطني/ برامج تعزيز الشخصية الوطنية/ برنامج تنمية القدرات البشرية/ برنامج تحسين جودة الحياة» ومدخل يوظف الدعم الوطني العالمي اللا محدود للمرأة من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بالمرأة في العالم والتي أبرمتها بلادنا».
وحتمًا فإن مخرجات تلك الورشة سوف تكتسب مظهرها من خلال التنوع فيما سوف يتحقق خلال صياغة الأهداف العامة للإستراتيجية الكبرى لطريق نسائنا في فضاءات بلادنا وأمام العالم.
فشكرًا لبلادي ولوزارة العمل والتنمية الاجتماعية ولمجلس شؤون الأسرة وللجنة المرأة هناك؛ ولكل العقول النسائية الخضراء التي نثرت فكرها في ورشة خريطة طريق المرأة محتوى وتنظيمًا وقيادة وانتقال مذهل وقدرة فعالة لتشكيل شبكة من العقول المتجانسة من أجل استيعاب مضاعف وصياغة مُثْلى للرؤية والتطلعات.
الختام
ذاك القرار ولاتَ بعدُ قرارُ
إن النساء شقائق أنصار