فوزية الشهري
يعد العطاء واحدًا من أجمل الصفات التي يتصف بها الإِنسان فهو يبذل ما لا يجب عليه للآخرين بكل حب. نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء إحدى متعهم الخاصة، وعندما يقترن العطاء بمهنة إِنسانية مثل الطب فإنه يتوج بوسام الإِنسانية اللا محدودة ويصبح عظيم الأثر.
الدكتور علي معيض الشهري استشاري جراحة أنف وأذن وحنجرة وأورام الرأس والرقبة بكلية الطب في جامعة الملك خالد، طبيب ملهم في العطاء وله رحلة فريدة مع الإِنسانية، أطلق عيادة تطوعية خيرية أسبوعية منذ عام 1426 هدفها خدمة المرضى والمسنين ومن لا يستطيع متابعة مرضه لبعد المسافات أو صعوبة ظروفه، ينطلق (طبيب العطاء) في رحلته الإِنسانية لوجهته التي يعلن عنها متنقلاً بين مستشفى تنومه والنماص والمجاردة للكشف على المرضى أو إجراء العمليات ولا يكتفي بعمله في المستشفى بل تجاوز ذلك للذهاب للمنازل للمعاينة والكشف على من لا يستطيع الحضور للعيادة التطوعية.
المسافات التي يقطعها (دكتور علي) طويلة والطرق صعبة وخطيرة ولكن عندما يكون الهدف ما عند الله وخدمة المجتمع يهون كل شيء.
كان حصيلة عمله التطوعي تقديم التشخيص والعلاج لثمانية آلاف حالة وإجراء 600 عملية جراحية تطوعية، كما أنه استطاع التخفيف على المستشفيات زحام المواعيد لنفس مجال عيادته وأكبر أثر قدمه هو ذهابه لمن لا يستطيع الوصول للمراكز المتخصصة وعلاجه بالمجان.
الدكتور علي وجه مشرق للعمل الإِنساني وقدم نفعًا كبيرًا للمجتمع فهل تكون قصته انطلاقه لعيادات تطوعية أخرى وهذا ما دفعني للكتابة عنه والإبحار معه في أجل وأرقى الأعمال الإِنسانية، واتطلع لانطلاق مبادرة تطوعية على مستوى وطني تضم الأطباء وطاقم التمريض وجميع التخصصات الطبية الأخرى والعمل على التنسيق لفتح عيادات تطوعية في جميع مناطق المملكة.
وأتمنى من وزارة الصحة عمل مكتب للتطوع وتشجيع الأطباء على ذلك وتفضيل الأطباء الذين يبذلون من أجل المجتمع وتمييزهم عن غيرهم.
أطباؤنا وطبيباتنا الأفاضل إن بذل عشرة أيام في السنة للعمل التطوعي والذهاب للقرى وتقديم الخدمات الطبية فيها سيقدم الكثير للمجتمع وهذا من أهداف الرؤية 2030 تشجيع الشراكة والمبادرات المجتمعية وستعود عليكم بالخير الكثير ووطننا يستحق البذل منا جميعًا.
الزبدة:
ما نحتاج إليه حقًا المزيد من العطاء لمن هم في حاجة إلينا.
«توماس كارليل»
نحن نعطي لنحيا لأن الامتناع عن العطاء سبيل الفناء.
«جبران خليل جبران»