اشتقت لها كمسافات الزمن الماضية.. كباقات الأمنيات التي نظمناها معا..كقصائد الحب التي قرأنها.. والأغاني التي سمعناها.. اشتقت لها كشلال انفلت من أعالي الجبال.. وتدفق بغزارة.. كروح تمردت على صمتها في سنواتها العجاف.. كورقة توت ضلت الطريق تنشد شجرها.. وتتوارى خلف حزنها.. اشتقت لها.. كغيمة لعبت بها الريح.. واستوطنت حقول الياسمين.. اشتقت لها كقهوة الصباح على نغم فيروزي ينداح من خيوط الشمس.. كصوت عصفوري يرتل أناشيد الحياة..كرنة عود في ليالي السمر.. والحنين يعصف بأرجاء المكان.. ويتلون بألوان الشموع على طاولات الانتظار.. كبسمة طفل استيقظ على حلم من نور.. وشعاع أمان.. اشتقت لها كزوايا ليس لها حدود.. وطريق ليس له نهاية..
** **
- د. أمل العميري