أرادت سَيِّدَةٌ أن تَتحدَّثَ إلى شاعرٍ ..
قيلَ لها إنَّ قصائدهُ مَناجمُ الأسرار ..
ولكنَّ المأزقَ هو ..
أنَّه لم يَسبِقْ لها أن رأت ذلك الشاعر ..
ولا تَعرفُ أوصافَه ..
وعِندَما سَألَت عَنه قيل لها ..
إنَّه يجلسُ في مَقهى صَغيرٍ ..
في أطرافِ قَريَتِه ..
ذَهَبَت السَّيِّدةُ إلى ذلك المقهى ..
وعِندَما هَمَّتْ بالدُّخول ..
اصطَدَمَت بِرَجُلٍ شاردِ الذِّهنِ ..
خَريفِيِّ الملامح ..
فَغَضِبَت السَّيِّدةُ ولكنَّها ..
وَلَجَتْ قَفَصَ الهدوءِ مِن بَابِهِ الضَّيِّقِ !
وسَألت الرَّجُلَ خَريفيَّ الملامح ..
عن الشاعر ..
فنَظَرَ الرَّجُلُ إليها نَظرةً ..
اكتَنَزَ فيها كل حَنانِ الدُّنيا وبُرودِها ..
وقال لها ..
(الشاعرُ يحضرُ هنا كلَّ يومٍ
ويَنتَظِرُ سَيِّدةً ما بالقُربِ مِن تلك الطَّاولة
فتحضُرُ القصيدةُ ولا تحضُرُ السَّيِّدة)
اتجَهَت السّيِّدةُ إلى الطَّاولةِ المقصودة ..
وجَلَسَت بانتظارِ الشاعر ..
وحين مَرَّ النَّادِلُ بِقُربِها
سَألَتهُ .. (متى يحضرُ شاعركم التَّافه) ؟!
ضَحِكُ النَّادِلُ ضحكةً ساحِرَةً ساخرة ..
وقال لها : (شاعرنا
إنَّه رَجُلٌ شاردُ الذِّهنِ
خَريفِيُّ الملامح) !!
** **
- فهد أبو حميد