كنت قد كتبت مقالاً منذ مدة نشرته مشكورة جريدة الجزيرة بعنوان: (تأملات في طريق حاج البصرة عند محاذاته عنيزة) ومن ضمن ما ورد فيه اختياري لمورد البراكية على أنه عجلز وذلك بعد تجاوز الحجاج الرمادة التي اخترت أنها الرايسية وهي تلي منزل القريتين قرب عنيزة التي هي العيارية بالاتفاق.
والبراكية بمزيد التأمل تبعد عن الرايسية أكثر من ثلاثة أميال التي حددت بين الرمادة وعجلز إضافة إلى أنها ليست قبلة عن الرايسية ثم ما الذي يدعو الحجاج إلى الدخول إلى الرمال العالية وهم مثقلون بالأحمال دونما مصلحة تستدعي ذلك ثم السبب الأخير لتغيير اختياري ولعله أوجهها ما ذكره أبو علي الهجري من وصف عجلز بأنها في جرد القصيم والمعروف أن البراكية في نفس القصيم لا في جرده من الناحية الطبوغرافية والقصيم هو الرمل المحتوي على شجر الغضى، أما الجرد فهو الأرض التي يتلاشى بها وجود الغضى أو يختفي، وبإجراء القياسات المناسبة وجدت أن الجندلية (بقرب أم قبر) إلى الغرب من عنيزة بالقرب من جبل التكروني هي المورد الذي من وجهة نظري ينطبق عليه وصف عجلز بعكس البراكية التي هي في رمل وليس جرد -يضاف إلى ذلك- احتواء عجلز حسب وصف البلدانيين على بركة للحاج وقد أفادني ابن عم الوالدة الأستاذ/ محمد بن عبدالله بن علي التميمي أنه شاهدها منذ أمد ولكنه لا يذكر الموقع بالضبط ولعل السيول طمرتها فهي في مجرى وادي وكذلك الرياح ولعل مزيد من التأمل يوصل إليها وأدعو هيئة السياحة إلى البحث بإمكاناتها التي تساعدها على ذلك ووجود البركة يمكن أن يدل على الشخصية الأثرية للموقع من جهة طبيعة اللقى والفخار... وغير ذلك.
ومما يعطي الأمر مزيدًا من الأهمية ارتباط عجلز بحدود نجد حيث يقول الأصمعي نقلاً عن كتاب بلاد العرب للحسن الأصفهاني ص 337: (إذا جاوزت عجلز من ناحية البصرة فقد أنجدت...) وكذلك وصفها بأنها المنصف بين مكة والبصرة أنظر بلاد العرب للحسن الأصفهاني ص 241.
** **
- عبد الله عبد الرحمن الضراب