خالد بن عبدالكريم الجاسر
(العالم مُسطح) كلمتان للأميركي توماس فريدمان حول الحقبة القادمة وملكيتها العالمية للأفكار لا الدول، قاصداً عقول مُتصعلكة، تتسطح الأرض كفئة ضالة شاردة على جماجم فارغة؛ لتُشكل خطراً مُحدقاً بتنظيماتها الإرهابية على شعوب دمرتها بحروب واهية، متجاوزةً بتلك الأعمال دلالة الكلمة اللُغوية، في كتاب العصر الجاهلي للدكتور شوقي ضيف، وكأنهم قُطاع طُرق وأعمال سلب ونهب، لكن أجمل ما قرأتهُ في أدبنا العربي عن تلك المُفردة، أن الصعاليك هم الحُفاة المُتسكعون المُستهترين، وهم على فئات ثلاث أولها: (الخُلعاء الشُذاذ الذين خلعتهم قبائلهم بسب أعمالهم التي لا تتوافق مع أعمال قبيلتهم كـ(الازدي وقيس الحدادية)، والأخرى: (فئة أبناء الحبشيات السود ممن نبذهم أباؤهم ولم يلحقوا بأنسابهم، مثل (السليك بن السلكة وتأبط شرا والشنفري)، وهناك فئة ثالثة احترفت الصعلكة لما يفوق الفروسية بأعمالهم الإيجابية التي كانوا يزاولونها، كـ (عروة بن الورد سيد الصعاليك).
أما الصعلكة التي أعنيها هنا فهي اللامبالاة برأي الآخرين، وعدم الاكتراث بالمعايير التي يتسربلون بها كثيراً، كالفئة الأولى والتي يُحاول «روزبة بسنديدة» وهو اسم الخميني الرسمي، والتي بينت صُحف بريطانية أصوله الهندية، من أم هي ابنة أحد كبار كهنة معبد السيخ بكشمير، لتنفيها حفيدته مُعلنةً أن أصوله روسية، أصولاً أخفاها بعمامته السوداء وادعاءه بالنسب الهاشمي، غير أن شمس الحقيقة تأبى أن تُحجب بغربال..
غربال فَنَدته مفاهيم الضلالة الشيعية منذ عام 1979، وتأسيس الحرس الثوري (سپاه پاسداران انقلاب إسلامي)، لنُلاحظ أن لا إشارة لكلمة «إيران» في اسم هذه القوة العسكرية، اضطلع بمهامها في تهديد العالم الخارجي من حولها. وهو ما رأه العالم، بدخول حرسه الشيعي بحروب وتجارب صاروخية في مختلف دول المنطقة والعالم، وهو الأساس الذي تأخر العالم وأميركا في إدراج جيش مكون من حوالي 150 ألف عنصر (بالإضافة إلى 100 ألف من متطوعي المليشيات ضمن «قوات الباسيج») ويتكون من قوات برية وبحرية وجوفضائية على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية لدوره في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم. سبقها عقوبات بقرار أممي رقم 1929، وإغلاق الاتحاد الأوربي والخزانة الأمريكية جميع الحسابات المصرفية الخاصة بالحرس الثوري، ووضع شركات تابعة لـ»مقر خاتم الأنبياء» على قائمة العقوبات.
نظرة: صعاليك أُخرى هم أذناب إيران، لها الدور في إدارة العالم الإرهابي كحزب الله بلبنان وحوثي اليمن وحمدي قطر ومَن يقودهم من التنظيم الإخواني، صعاليك أطفأ الله نورهم مصداقاً لقوله تعالى في الآية 32 من سورة التوبة: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، يريدون تغيير ملك الله في أرضه، لكن هيهات فالتاريخ القادم سيُدوّن أسماءهم كشراذم صعاليك استطاعوا أن يحفروا قبورهم الأبدية بتراهاتهم الخاوية بسياساتهم التي ركزت على أحلام الناس وليس على مصالحهم.