«الجزيرة» - محمد المنيف:
الفنان يوسف جاها أحد رموز الفن التشكيلي ورفيق درب جيل البدايات والتأسيس صاحب اللمسات الحالمة ذات الإيقاع اللوني المنساب، فنان يحيل إيحاء الغيمة إلى أحاديث ويجعل من زرقة السماء وعاء لقصيدة أو تحليق طير يحمل البشر، يلامس رمال الوطن ويأخذ منها أجواء الشعراء ورواة القصص وحداء الحادي في مساء مقمر في صحراء الوطن ومن مواويل صياد على شواطئ بحاره، هذا الفنان إذا غاب طرح التساؤل وإذا حضر طرح الأسئلة مساهم ومتفاعل مع كل خطوة وطنية وتجمع تشكيلي يرفع من قيمة ومقام هذا الفن، هادئ في طبعه، لوحاته أكثر جدلاً ومجادلة منه، ترك لها حرية البوح بمشاعره في حدود معينة يخفي وراءها ما وراءها من مواقف إنسانية أو عاطفية تظهر أحياناًً دون إذنه. الفنان يوسف جاها حط رحال إحدى محطات إبداعه المتواصلة في معرضه في قاعة (مونو جاليري)، جذب له المعرض ما تجذبه شخصيته من حضور متميز من التشكيليين لمختلف الأجيال ومن محبي إبداعه ومن المثقفين والإعلاميين.
جاء في تعريفه بمعرضه الذي أطلق عليه عنوان (مدى) ومضات وطبقات من الألوان والأشكال والمساحات والخطوط تخدش الفرشاة ما شكلته سابقًا، طمس خطوط ومساحات وإنشاء أخرى موازية، تنحني تتجمع تقاطع تنكسر، نقاط تتناثر بجاذبية الغيمة (نعمة السماء) وحبات المطر تتحرك، تتشكل لتروي عطش الأرض، إشارات ورموز أخرى تنبع مباشرة من الموضوع نفسه، فالطاقة مركزة، ومتعة هذا العمل لابد وأن يأتي من الداخل حيث يقودك الحس في النهاية إلى «مدى» أعمق.. مباشرة للطبيعة ومنها إلى تفاصيل التأمل.
الفنان التشكيلي يوسف أحمد جاها من مواليد مكة المكرمة عام 1954م، حاز بكالوريوس تربية فنية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1983م، ويعد جاها من الرعيل الأول في الحركة التشكيلية السعودية ومن أبرز الفنانين في المحترف السعودي. قام بأول معرض منفرد له في روشان غاليري بجدة في عام 1987، وشارك في معظم المعارض التي أقامتها الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وكان جزءًا من العديد من المعارض المحلية والدولية كمعرض الفن الإسلامي في تركيا 1993م ومعرض Edge of Arabia في لندن 2008م معرض عقود في مونو جاليري 2018، ولديه مقتنيات عدة داخل المملكة وخارجها منها المتحف الوطني الأردني - عمان الأردن والقاعة السعودية بالمكسيك (الرئاسة العامة لرعاية الشباب).