علي الصحن
تراجع الهلال كثيراً، ولم يعد الفريق يقدم مستوياته التي بدأ بها الموسم، تراجع الفريق فنياً ورقمياً، وبات المرشح الأول لكل الألقاب مهدداً بفقدان كل شيء، والخروج من الموسم بلا ألقاب، بشكل لم يتوقعه هلالي واحد إلى ما قبل مباراة الفريق مع الوحدة في الرياض التي شهدت بداية التراجع ونزيف النقاط!!
المدرج الهلالي لم يكف عن التساؤل عن أسباب هذا التراجع، وكل يدلي بدلوه في هذا الشأن، ومن وجهة نظري أن ذلك يعود لعدة أسباب في مقدمتها فشل مدرب الفريق زوران في التعامل مع نجوم الفريق وظروفه وعدم قدرته على خلق التوليفة المناسبة للفريق، وإيجاد الطريقة المناسبة له، ووضعه بعض اللاعبين في غير مراكزهم، وإصراره على مشاركة أسماء لم يعد لديها ما تقدمه للفريق، وعجزه عن وضع حلول للمشكلات الفنية التي يعاني منها داخل الميدان، وهي المشاكل التي يتحدث عنها الجميع، وأبرزها ضعف التعامل مع الكرات العرضية دفاعاً وهجوماً، سوء التعامل مع الكرات الثابتة سواء لصالح الفريق أو عليه، بطء تحضير الكرات وصناعة اللعب وعدم القدرة على الابتكار والتنويع داخل الملعب، سوء تدخلاته أثناء المباريات وعدم قدرته على صناعة الفارق وإحداث تغيير حقيقي في الفريق، لذا يواصل الفريق اللعب بنفس الأسلوب طوال المباراة، سواء كان متقدماً أو متخلفاً عن المنافس، كما أنه لم يعد يقدم المتعة الكروية التي يعرف بها.
** الهلال مع زوران لم يعد الهلال الذي يريده أنصاره ويخشاه منافسوه، ولم يعد صاحب المبادرة وإرباك الخصم كما كان يحدث سابقاً، لقد تفاءل كثير من الهلاليين في أول أيام زوران مع فريقهم، خاصة بعد نجاحه في خطوتيه الأوليين في دوري أبطال آسيا، لكن الأيام أثبتت أن المدرب ليس رجل المرحلة، وأن طريقته وأسلوبه قد ينجحان مع فريق آخر، لكنهما لا يمكن أن يخدما الهلال.
** الشلهوب لاعب كبير وقدم للهلال الكثير، لكن للسن أحكامها، الزمن لم يعد زمانه واليوم ليس من أيامه، هو يجتهد ويحاول، ويسعى لأن يخدم الفريق، ربما لا تساعده طريقة المدرب ولا المركز الذي يوضع فيه، لذا عليه أن يحترم تاريخه، وأن يكون له كلمة مع مدربه والجهاز الإداري، كان الجميع يصفق للشلهوب عندما يلعب بضع دقائق يضع فيها لمسته ويمضي، وهذا الجميع أيضاً هو من يريد من الشلهوب أن يراجع نفسه.. وأن يقرر ما يراه مناسباً للهلال ثم له شخصياً.
** من الأفضل للهلاليين في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم، التركيز داخل الملعب، وعدم إشغال أنفسهم بما يحدث خارجه، عندما ركز الفريق أمام الحزم نجح في العودة للمباراة والرد على الهدفين بثلاثة، وقبلها نجح بتجاوز الاتفاق إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين، رغم أنه دخل المباراة منقوصاً أهم لاعبيه.
عندما يكثر الحديث عن الظروف خارج الملعب، يكون المدرج قد صنع الأعذار للاعبيه داخله، وربما كان ذلك سبباً في تراخي اللاعب أو تثبط همته.. خاصة إذا أدرك أن المدرج لن يحاسبه أو يلومه لأنه مشغول بأمور أخرى.
التركيز في الميدان هو الأهم حالياً، وهو ما سيحقق طموحات الهلاليين أو جزءًا منها على الأقل، أي شيء غير ذلك لن يكون في صالح الفريق ولن ينفعه قيد أنملة.
** لماذا تراجع مستوى إدواردو؟ من بداية الموسم وبعد العودة من الإصابة ورحلة العلاج الطويلة، لم يكن إدواردو اللاعب الذي راهن عليه الهلاليون في وقت سابق، بدا واضحاً أن اللاعب قد تغير، وانصرف البعض إلى البحث عن أعذار للاعب فلم تكن إلا طريقة خيسوس وتقييد اللاعب في مركز لا يفضله.
كان المدرب السابق يدافع عن وجهة نظره، وكان اللاعب ينجح في بعض الفترات في تقديم شيء من لمحاته القديمة، ذهب خيسوس وجاء زوران فتراجع كل شيء في الفريق، لكن أيقونته إدواردو بقي تحت النظر وظل المدرج ينتظر منه تمريرة إنقاذ أو كرة تعيد الحياة.. أصيب اللاعب وعاد بعد أسبوعين، لكن عطاءه السابق ما زال يواصل رحلة الغياب الغريب.. الطويل.