«الجزيرة» - محمد السنيد:
قدمت جمعية الأطفال المعوقين أمس الأول الثلاثاء نموذجاً مميزاً لتنامي ثقافة العمل الخيري في المملكة العربية السعودية، ولتفاعل ووعي المواطنين بدور تلك المؤسسات في تلبية احتياجات المجتمع وتنميته.
إذ احتشد العشرات من أعضاء الجمعية العمومية في مراكز وفروع جمعية الأطفال المعوقين في عدد من مناطق المملكة على مدى نحو أربع ساعات لانتخاب مجلس إدارة جديد للجمعية في دورته الثانية عشرة من بين 37 مرشحاً ومرشحة يمثلون نخبة من أبناء الوطن الفاعلين في قطاعات عديدة في المجتمع.
وفي أجواء منافسة تطوعية متفردة، ووسط تطبيق معايير تنظيمية ورقابية معلنة وملزمة، وبإشراف ممثلي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، جرى انتخاب أعضاء مجلس الإدارة للدورة القادمة التي تستمر لأربع سنوات، وقد ضمت قائمة المنتخبين كلاً من، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد بن ناصر بن عبد العزيز، د. زايد بن صالح الزايد، بندر بن عثمان الصالح، عبدالله بن فهد العجلان، عبد الله بن إبراهيم المجدوعي، معالي المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، سلمان بن بندر أحمد السديري، سلمان بن فهد حمد المالك، حمد بن علي الشويعر، د. محمد بن عبد الرحمن المهيزع، د. نجلاء فخر الدين رضا، معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم، د. ماجدة عبد الحميد بيسار، د. محمد بن عبد الله سعد الناصر.
وقبيل إعلان مندوب الوزارة عن النتائج عقدت الجمعية العمومية للجمعية اجتماعها الثالث والثلاثين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، حيث قدم سموه تقريراً موجزاً عن أداء الدورة المنصرمة للمجلس، موضحاً أنه «تم رسم رؤية تضمن مسارات عدة في مقدمتها، التوسع، وتطوير الأداء، وضمان استدامة الخدمة، وتواصل الدور الوطني في خدمة القضية، مشيراً إلى أن الجمعية تعتز بأنها أوفت بكل متطلبات الدولة سواء على صعيد الضبط المالي، أو الحوكمة، أو الإدارة الإلكترونية، أو تجويد الخدمة وتطبيق معايير عالمية».
وأوضح سموه: «إن الجمعية ما كان لها أن تستمر وتتطور بهذا الحجم دون توفيق الله ثم دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيراً إلى أن متابعته ودعمه -أيده الله- تستوجب أن ترقى الجمعية بأدائها إلى مستوى وطن هو الأرقى في العالم، ويستحق أن نقدم له نموذجاً عالمياً في العمل الخيري».
وأكد سموه أن عضوية المجلس هي تكليف وليست أمراً شرفياً وتحتاج إلى جهود وخبرات تتناسب مع مكانة الجمعية وما حققته، وما تتطلع إليه، مشيراً إلى أن الجمعية استطاعت خلال السنوات الخمس المنصرمة تحقيق نقلة تاريخية على أصعدة عدة في مقدمتها إنشاء أربعة مراكز جديدة في كل من الباحة وعسير وجازان والرس.
وذكر الأمير سلطان أن مراكز الجمعية تفخر بأنها باتت أكاديميات لتدريب وتأهيل المئات من الكفاءات الوطنية العاملة في مجال رعاية المعوقين، إلى جانب دورها الوطني الرائد في تبني برامج توعية أسهمت في بناء رأي عام واع بحقوق المعوقين، وكيفية التعامل معهم، مشيراً إلى أن أولوية المرحلة القادمة هو استقطاب كفاءات وطنية وقيادات تستطيع تلبية رؤية التطور السريع. وأضاف سموه «ويحسب للجمعية أيضاً سبقها في إتاحة الفرصة للقطاع النسائي لأداء دور رئيس في إدارة الجمعية من خلال العضوية في مجلس الإدارة قبل تسع سنوات، معرباً عن تقديره لما قامت به العضوات من مساندة لتحقيق أهداف الجمعية».
وأشار سموه أنه على صعيد ضمان استدامة الخدمة، تم إبرام اتفاقيات إستراتيجية مع العديد من الشركات والمؤسسات العملاقة، كما قطعت الجمعية شوطاً ملموساً في تفعيل برنامج الاستثمار الخيري من خلال إنجاز نحو 90 % من المرحلة الأولى لمشروعات «خير مكة».
وأشاد سموه في ختام التقرير بالمساندة التي تحظى بها الجمعية من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن أصحاب السمو أمراء المناطق، والوزارات ذات العلاقة، وكذلك شركاء الجمعية من المؤسسات والبنوك.
هذا وتتضمن الاجتماع أيضاً تسلم سمو رئيس مجلس الإدارة وثيقة شهادة الأيزو لنظم إدارة الجودة التي حصل عليها مركز الجمعية بالرياض، كما تسلم سموه دعماً بمبلغ خمسمائة ألف ريال تكاليف رعاية البنك السعودي البريطاني (ساب) لبرنامج توظيف المعوقين الذي تنفذه الجمعية، بعد ذلك اطلع الأعضاء على تقرير المحاسب القانوني عن الحساب الختامي لميزانية الجمعية للعام المالي المنصرم، والذي أشاد بالتزام الجمعية بالمعايير المحاسبية الدقيقة وبآليات الرقابة المالية والشفافية المطبقة، وبناء عليه تم اعتماد القوائم من قبل الأعضاء.