سعد بن عبدالقادر القويعي
النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات -السعودية العراقية- على أكثر من صعيد، ومد جسور من الثقة بين الدولتين، ستعيد تشكيل العلاقات بين البلدين، وسيسهم في عودة العراق لعمقه العربي -في المرحلة القادمة-؛ كونه منعطفا مهما، سيكون له الأثر الكبير في استقرار دول المنطقة؛ باعتبارهما من قوى الإقليم الكبرى، والتي تمتلك مقومات لعب ذلك الدور، بما يحمله العراق من إرث حضاري، وتاريخ، وقدرات، وإمكانات، ستعزز ثقل الوجود العربي، -خصوصا- بعد توجه كلمات صانع قراره السياسي نحو الخارطة العربية الخالصة، وبوصلة ساسته باتجاه السعودية.
دلالات الحدث من حيث التوقيت، والظرف الإقليمي تشهد بأن السعودية تقف على مسافة واحدة من كافة القوى السياسية العراقية دون تحيزات، أو استقطابات دينية، أو طائفية، -إضافة- إلى التقارب بين الدولتين على مسار محاربة الإرهاب على المستوى الثنائي، واستحقاقات المصالح، والتحديات الأمنية، والولوج إلى باب الاستثمار الاقتصادي غير المحدود، وإعادة الإعمار، على أن يشكل حجر الأساس في العمل المشترك، والتخطيط المتوسط، وبعيد المدى، وتلك دلالات -في تقديري- تفرض على قيادة الدولتين تطبيع علاقاتهما، وتطويرها، بما يعود بالإيجاب على البلدين، وشعبيهما، وحصول العراق على شرعية إقليمية فعالة في محيطها العربي، يحقق لها الاستقرار، والمصالح المشتركة.
تحقيقا للمصالح العليا، فإن العراق جار إقليمي مؤثر، طالما استخدمته إيران كساحة نفوذ ضاغطة على دول الخليج العربي؛ بسبب اختلاف الأجندة، والمواقف السياسية في العلاقة مع إيران، وساحات الصراع في سوريا، واليمن، ولبنان. وقد أثمر العمل -خلال الثلاث سنوات الماضية- عن فتح السفارة السعودية في العراق من جديد، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين -على عدة مستويات-، أهمها: الأمني، والسياسي، والعمل على مواجهة تحديات هذه المرحلة، وبناء الثقة، ومن ثم التطوير، وتعزيز التعاون، والتي ستعتبر خطوة في استعادة الحسابات من جديد، والاتفاق على تجديد شرايين الأصالة العربية نحو علاقات أكثر استقرارا.