حمد بن عبدالله القاضي
اشتغلت وسائل الإعلام الغربية والأجنبية وآلتها الإعلامية طوال السنين الماضية على الاتهامات بأن المسلمين عنصريون، وأن الإسلام دين التطرف، وتبنت منذ عام 1997 ما أطلق عليه «إسلاموفوبيا» (Islamophobia) أي التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين؛ إذ دخل المصطلح إلى الاستخدام في اللغة الإنجليزية عام 97م عندما قامت خلية تفكير بريطانية يسارية التوجُّه، تدعى رنيميد ترست، باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين «ويكيبيديا الموسوعة الحرة».
من هنا فإن استمرار العزف على هذه الكذبة سيسهم بتكريس العنصرية ضد المسلمين عامة، والأقليات المسلمة بشكل خاص، ويكون من نتائج ذلك التطرف الاعتداء عليهم في أوطانهم بالغرب أو الشرق.
من هنا فإن على منصات الإعلام الأجنبية في أوروبا وأستراليا وأمريكا وغيرها، وعلى مثقفيها وبرلماناتها، أن تدعو شعوبها لوأد العنصرية والإقصاء، وأن يتخلّوا عن إشاعة هذا الوهم «إسلاموفوبيا» الذي يحرض على كراهية الآخر المسلم، وبخاصة نحو مواطنيهم المسلمين والأقليات المسلمة في بلدانهم.
إن إشاعة الخوف من الإسلام أو المسلمين نتج منه نشوء متطرفين وإرهابيين لديهم، يوجهون سلاحهم نحو رقاب المسلمين.
وقد ثبت أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية. وما حادث نيوزيلندا الإرهابي عنا ببعيد، ذلك الذي راح ضحيته خمسون مسلمًا بسبب التعصب والعنصرية والتطرف كما بثَّ ذلك الإرهابي الذي قام بتنفيذ جريمته النكراء.
من هنا فعلى الإعلام الغربي والشرقي أن يكون داعيًا لبث السلام والوئام، وعدم الإقصاء.
وبعد: إن بقاء كذبة «الإسلاموفوبيا» يخلق الكراهية وإقصاء الآخر؛ وهو ما يهيئ أرضية للتطرف والإرهاب، ليس لديهم فقط، بل في كل أجزاء كوكبنا الأرضي.
* *
= 2 =
الكلمة البذيئة كيف نواجهها؟
كيف تتم مواجهة الكلمة البذيئة من الآخرين؟
هل بالانحناء لها - كما يقول أحد الحكماء - عندما نسمع كلمة نابية فدعها حتى تمر، وتضيع في الهواء. ذلك رأي حكيم، لكن من يقدر عليه سوى الراسخين بالصبر الذين يستطيعون - كما وصفهم القرآن - أن يقولوا سلامًا عندما يخاطبهم الجاهلون. أم تكون مواجهة الكلمة الخاطئة بالدفاع..؟ وذلك ميسّر، لكن لا بدّ ألاّ يعالَج الخطأ بالخطأ، بل بالحوار، والمنطق.. وعندها تتلاشى الكلمة الخاطئة، ويتوارى صاحبها من سوء ما وُوجه به?
* *
= 3 =
آخر الجداول
قال الشاعر:
(كان الوداع: ابتسامات مبلّلة
بالدمع حينًا.. وبالتذكار أحيانا)