عثمان أبوبكر مالي
وجَّهت نتائج انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (الكونجرس الآسيوي) التي عُقدت في كوالالمبور مطلع الأسبوع الحالي صفعة قوية للاتحاد السعودي لكرة القدم بعد الخسارة الكبيرة التي تلقاها مرشحوه الثلاثة (المقترحون) لمقاعد مناصب في الاتحاد القاري الكبير.
بدأت الخسارة مبكرًا قبل الموعد و(التصويت) على مقاعد المرشحين في المناصب المختارة، وكان ذلك بانسحاب اثنين من المرشحين السعوديين (لؤي السبيعي وقصي الفواز) من سباق الترشح قبل إقرار القوائم النهائية. وفي السباق فشل المرشح الثالث (الوحيد) في الحصول على مقعد في (المكتب التنفيذي) للاتحاد من بين أربعة مقاعد مخصصة لغرب آسيا؛ لتكون نتيجة هذا الفشل عدم وجود تمثيل للاتحاد السعودي، وغياب عن المكتب المهم، يحدث لأول مرة منذ عشرين عامًا، وهو أمر يدعو للأسف والخجل معًا، ولا يجب أن يمر مرور الكرام؛ لأن مثل هذا الغياب يعني أن هناك تراجعًا، بل ضعفًا واضحًا في عمليات كثيرة تتعلق بالحضور والوجود في المنظومة الرياضة القارية نتيجة ضعف (التواصل) مع الآخرين من ممثلي الاتحادات المحلية في القارة (أعضاء الجمعية العمومية)، وفشل في التعامل مع (لعبة) الانتخابات المعروفة سلفًا التي تقوم على تربيطات مسبقة، و(تكتلات) مؤثرة، توجِّه بوصلة الأصوات والاختيارات بناء على مصالح متبادلة معروفة وواضحة. ذلك أمر لا تخلو منه غالبًا أي انتخابات من هذا النوع في العالم كله، بل أي انتخابات مماثلة في مجالات الحياة الأخرى.
الخروج الكلي الذي حدث ربما لا يكون (مفاجئًا) للمتابعين عن قرب؛ فهو امتداد أو هو نتاج للغياب المتدرج والحضور على (استحياء) من قِبل الأسماء السعودية التي ترشحت أو حضرت في مناصب الاتحاد خلال السنوات الماضية (باستثناء عبدالله الدبل ـ رحمه الله ـ وأحمد عيد)، وكأن ذلك الحضور كان فرديًّا، أو هو شخصي إلى حد كبير، ولا يقوم على (رؤية) واسعة من قِبل الاتحاد، تكون أيضًا (مدعومة) بقوة وبشكل واضح وصريح من قِبل (الهيئة العامة) للرياضة.
عندما أقول إن ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام لا أعني المحاسبة أو أن يتم توجيه التهم أو اللوم إلى أحد أو إلى جهاز أو جهة بعينها، إنما ألفت النظر إلى ضرورة أن تكون هناك وقفة قوية وجادة وعملية على الأسباب الرئيسة والعوامل التي كانت وراء ما حدث؛ حتى لا يستمر الغياب، ولا يتكرر الفشل، وتكون الصفعة أشد وأنكى.
كلام مشفر
* بعد انتهاء (تكتلات) الانتخابات في الاتحاد القاري من تقسيم (كعكة) المناصب، و(توزيع) المقاعد المهمة، يقال إن ممثلي الكرة السعودية سيكون لهم نصيب وافر في اللجان التي سيتم تشكيلها؛ إذ سيتم اختيار و(تعيين) العديد منهم في تلك اللجان. ربما هي (تصبيرة)، أو هي بمنزلة (ترضية) بطريقة أو أخرى، لكن اللجان الفرعية (عادة) لا تهش ولا تنش!!
* كان طموحنا أن يأتي اليوم الذي يقود فيه الاتحاد الآسيوي برمته اسم سعودي، يقدَّم كنموذج للإنسان السعودي في مجال الرياضة، كما هو حاصل في ميادين حياتية أخرى كثيرة ومهمة، وعلى الأقل يحضر اسم سعودي ينافس بقوة وإرادة كما حدث من قبل وكثيرًا في منظمات دولية كبرى معروفة؛ فالرياضة السعودية يفترض أنها هي أيضًا (سهم قيادي) على مستوى القارة.
* الغياب السعودي عن المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بعد عشرين عامًا ليس أمرًا سهلاً؛ فهو يعني البُعد كثيرًا عن دوائر وشؤون وتفاصيل صنع قرار اللعبة في القارة، وقد يكون لذلك نتائج وخيمة، ربما تتسبب في هضم حقوق الكرة السعودية مستقبلاً.
* في فترات مضت كنا نعاني ونشكو من ثقافة الكرة والأندية السعودية في منافسات (الذهاب والإياب). ويبدو أننا أيضًا على صعيد الانتخابات نعاني من ثقافة التواصل ولعبة (التكتلات)؛ لأننا لا نمارسها (صح)، لا في الأندية ولا في الاتحادات، ولأن الجمعيات العمومية الموجودة فيهما ليست سوى (حبر على ورق).
* حتى لا يتكرر مستقبلاً ما حدث نحتاج إلى رؤية في هذا الموضوع، واختيار أسماء وشخصيات قادرة ومؤهلة، ووضع (خارطة طريق) لخوض المنافسات من قِبل الاتحاد السعودي (القادم)، وربما الرؤية (تحتاج) في هذا المجال إلى مشاركة أعلى؛ لأن المسألة فيها (تحدي وطن).
* أقر الكونجرس (زيادة) عدد أعضاء المكتب التنفيذي بإضافة خمسة أسماء موزعة على مناطق القارة الخمس (جغرافيًّا) من خلال انتخابات ستُجرى في اجتماعه القادم في باريس شهر يونيو القادم. هل سيمنح ذلك الفرصة لاسم سعودي لشغل المقعد عن غرب آسيا؟ هل يمكن التحرك لتحقيق ذلك، وإدراك ما يمكن إدراكه؟