د. محمد عبدالله الخازم
تبقى أقل من شهرين وتبدأ إجازة صيفية أخرى، طويلة مملة لأطفالنا وأسرهم. ماذا أعدت وزارة التعليم لأبنائنا وبناتنا خلال فترة الصيف؟ ماذا أعدت الجامعات والمؤسسات المجتمعية الأخرى لهم؟ ماذا أعدت وزارة الثقافة لهم؟ ماذا أعدت هيئة الترفيه وهيئة الرياضة لهم؟ ما هو الدعم الذي يمكن تقديمه عن طريق البنوك والشركات ومؤسسات الأعمال والغرف التجارية لمثل هذه البرامج؟
أرجو أن لا يكون الجميع منتظراً التمتع بالإجازة والهروب إن ساعدت الظروف محلياً وخارجياً. لنبدأ بالجامعات فنشير إلى أن خدمة المجتمع يمكن أن تبرز من خلال عملهم في الصيف بما يقدمونه من برامج إثرائية وترويحية ورياضية واجتماعية لطلاب الجامعات ولطلاب التعليم العام. لا يعقل أن تقفل الجامعات أبوابها أو أن تكتفي بتقديم بعض المواد الصيفية لطلابها فتنسى مسؤوليتها المجتمعية وتنسى أن ضمن صقل مهارات طلابها إشراكهم في تنفيذ البرامج والمعسكرات المتنوِّعة. أناشد وزير التعليم تكليف أو حث الجامعات وتوجيهها لتقديم أكبر حزمة ممكنة من البرامج الصيفية - مدتها من يوم واحد إلى شهرين كاملين- وإعلان أفضل الجامعات في هذه الممارسة. الجامعات لديها صناديق الطلاب ولديها دخلها المالي ولديها القدرة على استقطاب الدعم من الجهات الداعمة وبإمكانها تقديم العديد من البرامج برسوم رمزية أو مجاناً. والأهم من ذلك، لديها الخبرات والكوادر البشرية، ولو كنت في مكان يسمح لي لكلفت كل كلية ومعهد بتقديم برامج صيفية وفق التخصص والخبرة ولقدمت جائزة لأفضل كلية في هذا المجال.
مدارس التعليم يجب عدم إغلاقها في الصيف، بالذات تلك المهيأة بالملاعب والساحات. يجب أن تقدم برامج صيفية رياضية وترويحية مناسبة وفي أدنى الأحوال عليها فتح أبوابها لأبناء الحي أو القرية أو المدينة لممارسة نشاطاتهم فيها، ولن يكلف ذلك أكثر من بقاء عدد قليل من المدرسين للإشراف على المهمة. المدرس موظف ولا أدري من قال إنه حقه التمتع بثلاثة أشهر إجازة، يفترض أن يتناوب المدرسون في إجازاتهم بحيث تبقى المدرسة مفتوحة طوال العام. حالياً تفتح بحضور المدير أو الفراش فقط. لنعوّض على الأقل بعض ما خسرناه بتجميد حصص النشاط المدرسي الإضافية التي قاومها المعلمون ويبدو أن الوزارة تجاملهم وترضخ لمقاومتهم في هذا الشأن.
هيئة الرياضة وبيوتها للشباب وهيئة الترفيه ووزارة الثقافة، هذا وقتكم كذلك في تقديم برامج ثقافية ورياضية وترويحية تناسب النشء والشباب. من قال إن الثقافة والترفيه مجرد حفلات فخمة فقط؛ ألا يمكن تشجيع تعليم الهوايات كالرسم والتصوير والمسرح والخطابة والموسيقى وغيرها. من قال إن الرياضة فقط دوري، ويتم إقفال الأندية في الصيف؟ لماذا لا تكون هناك برامج مختلفة في الصيف للهواة في مختلف الرياضيات؟
وأخيراً لمؤسسات الأعمال والشركات والغرف التجارية والمستشفيات والبنوك وغيرها. افتحوا المجال للعمل الصيفي للطلاب للتدريب، فتلك مسؤولياتكم المجتمعية ولن يعجزكم فعل ذلك. أنتم تفعلون ذلك بتوجيه من مكاتب العمل لكنه قليل ومع تزايد الأعداد هناك حاجة للتوسع فيه بشكل أكبر. وزارة العمل يجب أن تكون أكثر حزماً بفرض إتاحة فرص العمل الصيفي من قبل المؤسسات والشركات وقطاعات الأعمال المختلفة.