«الجزيرة» - علي سالم:
أكّد سفير الاتحاد الأوروبي في الرياض ميكيلي تشيرفوني دورسو أن جميع الدول الأوروبية تأثرت بالهجوم الإرهابي المنفذ على مسجد النور بكرايست تشريتش في نيوزلاندا، وذكر أن للاتحاد الأوروبي مبادئ رئيسية مثل التنوع والتسامح، حيث إن الدول الأوروبية لا يمكن أن تستثني أو تستبعد أي شخص مهما كان ويجب على الجميع أن يحضوا بالاحترام والحماية والقبول مهما كانت ديانتهم أو جنسهم، ومن أولويات دول الاتحاد محاربة التطرف ومكافحته، مؤكداً أن هنالك عملاً مشتركاً مع منظمة التعاون الإسلامي لإصدار بعض المبادرات من أجل نشر ثقافة التسامح لجميع الأديان، ليس على مستوى دول الاتحاد الأوروبي فقط وإنما على المستوى العالمي.
وأضاف دورسو خلال لقائه عدد من الصحفيين في مقر مندوبية الاتحاد الأوروبي في الرياض لاستعراضه فعاليات الشهر الأوروبي والتي ستقام في المملكة وستشهد تنوّع لتلك الفعاليات والسباقات، حيث ذكر سعادة السفير أنهم قد أضافوا فعالية جديدة لهذا العام» وهي «ماذا تعني لك أوروبا بالنسبة لي» من خلال مشاركة السعوديين بنشر صور لهم في أوروبا على موقع تويتر وهي مناسبة لتبادل الحوار حول الاتحاد الأوروبي ومعرفة ماذا يعني الاتحاد بالنسبة للناس هنا، بالإضافة إلى وجود عدد من الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية ومهرجان الأفلام الأوروبية وعدد من الأنشطة المقدمة من الدول الأعضاء.
وعن الموقف السعودي من الحرب على الإرهاب فقد أكد أن جميع ما قامت فيه المملكة أثر الاعتداء الذي تم على المسجد في نيوزلندا هو أكبر دليل على نبذها لذلك وتسخير كافة قدراتها لإقصاء الإرهاب وقطع سبل دعمه مستدلاً بذلك على وجود وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في نيوزلندا مواسياً أسر الضحايا ويقف على كافة احتياجاتهم وذلك جاء بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وعن جهود الاتحاد الأوروبي تجاه القضايا العربية على الصعيد الدولي، فقد ذكر دورسو أن الاتحاد الأوروبي أكبر الداعمين للسلام في الشرق الأوسط وأقرب الشركاء هنا وأنه يعمل مع العالم العربي عن قرب.
وعن أعداد المهاجرين والمشاكل التي يتعرضون لها في دول الاتحاد الأوروبي فقد ذكر دورسو أن الجميع بنفس القارب، فيوجد في أوروبا مسلمون من سنين طويلة فمنهم المهاجرون السابقون، ولكن لاحظنا مؤخراً ظهور بعض المشاكل بأوروبا بسبب التدفق الكبير من المهاجرين، ونحتاج إلى وقت كبير لامتصاص ذلك العدد الهائل ودمجهم في مجتمع ليكونوا عناصر فعّالة، وأضاف المجتمعات الأوروبية منفتحة وتدعم الجاليات، والدليل على ذلك عدد المساجد الموجودة في أوروبا فهي دليل على التسامح.
وفيما يتعلق بالشراكات الثنائية بين دول الاتحاد ودول الخليج أو الدول العربية فقد أكد سعادة السفير أن المندوبية تحاول أن تمارس دور الوسيط مع الدول لتطوير تلك الشراكة وكان آخرها عقد مؤتمر في الكويت جمع الـ»28» دولة الأعضاء مع الغرف التجارية الخارجية.
كما ذكر سعادة السفير أن الدول الخليجية هي بحاجة إلى الخبرات الأوروبية لتنفيذ عدد من المشاريع ففي المملكة مثلاً تساهم الدول الأوروبية في المشاريع الزراعية ومشاريع النقل وفق رؤية 2030، ومكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الطاقة والتعاون في المجال التنموي ودعم المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى دعم رؤية 2030، وسيكون في نهاية الشهر الحالي (28 أبريل ) ورشة عمل مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس وسيقدم الاتحاد الأوروبي أفضل الطرق التي يتبعها للقضاء على البطالة والتوظيف لما لديه من الخبرة في ذلك، وأيضاً سيكون هنالك تعاون على مستوى استخدام المواد المعاد تصنيعها وتدويرها، وكذلك هنالك تعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والمملكة من خلال الصندوق السعودي والبنك الإسلامي للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة في قارة إفريقيا، بالإضافة إلى العمل مع السعودية في تحلية المياه في غزة.
وفيما يتعلّق بالسياحة المتبادلة فقد ذكر دورسو أن السعوديين يحتلون أعلى معدل قبول لتأشيرات الاتحاد الأوروبي وهي بمعدل 95 % حول العالم، مؤكداً أن ما تقوم به المملكة من فتح التأشيرات للسياحة هو فرصة لشعوب الاتحاد الأوروبي أن يأتوا ويتعرفوا على البلد بشكل عام.