د. محمد بن صالح الظاهري
حينما بدأت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية مقاطعة دولة قطر قبل ما يقرب من العامين بسبب أعمالها التي أضرت بالكثير من الدول على أثر تدخلاتها المستمرة والسافرة في شؤون الدول الأخرى من خلال ما سمي بالربيع العربي وفشل إلى غير رجعة، ظن الجميع أن قطر ستدرك على عجل فداحة ما تقوم به وستعود إلى حاضنتها الخليجية والعربية وتتفاهم معهم على ما لا يؤذيهم ولا يمنعها من تحقيق مصالحها، إلا أنها استمرت في غيها وبدأت تكابر وظنت أنها دولة قائدة وتستطيع أن تفعل ما تريد وهو غباء سياسي لا مثيل له. فوضعها الجوسياسي لا يعطيها أياً من الميزات لتتحرك دون دعم ومساندة من دول الخليج العربي وتحديداً السعودية والإمارات في ظل قربها من هاتين الدولتين وارتباطها بشكل كبير بهما وفي مختلف حاجاتها، فضلاً عن العلاقات العائلية والقرب الشعبي الذي نخرت فيه قطر حتى أعيته، إذ صبرت السعودية والإمارات طويلاً على أذى وحاولت بشتى الطرق الوصول معها إلى تفاهمات تتوقف خلالها عن العبث في الداخل السعودي والإماراتي عبر ذراعها القذر «قناة الجزيرة» أو القنوات والمواقع والجماعات المنتشرة في أماكن أخرى من العالم التي تمول من الدوحة بغرض الإضرار بدول الخليج والدول العربية، وأحياناً تستغل في هذا الشأن بعض أبناء تلك الدول وتسلطهم على دولهم بحثاً عن زعزعة الاستقرار وإشاعة الإرهاب، الأمر الذي نتج عن أضرار فادحة على مستويات مختلفة، وخصوصاً في الحبيبة مصر. فقد عاكست قطر كل دول الخليج وأغلب دول العالم في الشأن المصري وحاولت ولا زالت إلحاق الأذية بهذا البلد العزيز على كل عربي وكانت بشكل مباشر وغير مباشر سبباً فيما يحدث لأبناء الجيش والشرطة في مصر العروبة بعد دعم الجماعات الإرهابية وتحريضها للنيل من هؤلاء الأبطال الذين يحفظ لهم التاريخ أنهم دافعوا عن الأمة العربية في أحداث مختلفة على مر التاريخ.
استمرت قطر في لهوها ولا زالت وستفيق يوماً ولكن اعتقد سيكون ذلك متأخر كثيراً، وعوداً على سؤالي في العنوان، هل ستصمد قطر طويلاً؟
الجواب لا أظن ذلك، فكل المؤشرات تقول إن هذا البلد ذاهب إلى ما هو أسوأ ولن يبقى واقفاً على قدميه لطالما بقيت هذه الدول مقاطعة له، وتلك حقيقة وواقع لا ينكرها إلا من كان متوفى دماغياً، لأن ما لدى هذه الدول منفرده لا يتوفر لدى قطر، فكيف إذا كانت مجتمعه، لذلك اعتقد أن الدوحة في مأزق كبير خصوصاً أن رهانها على مريضين آخرين هما إيران وتركيا، نظير ما يواجهانه من مشكلات اقتصادية واجتماعية.